البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

الحقيقة والمجاز

صفحة 121 - الجزء 1

  (٢) قال المتنبي:

  والهمّ يخترم الجسيم نحافة ... ويشيب ناصية الصّبىّ ويهرم⁣(⁣١)

  (٣) قال الشريف الرّضىّ يخاطب الشيب:

  أيها الصّبح زل ذميما فما أظ ... لم يومى من ذاك الظلام

  (٤) وقال النابغة الذبياني:

  فبتّ كأنّى ساورتنى ضئيلة ... من الرّقش في أنيابها السّمّ ناقع⁣(⁣٢)

  (٥)

  وكم علّمته نظم القوافي ... فلمّا قال قافية هجانى

  (٦) {وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً}

  (٧) نشر الليل ذوائبه.

  (٨) {فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ}

  (٩)

  فلا فضيلة إلّا أنت لابسها ... ولا رعيّة إلّا أنت راعيها

  (١٠) {وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}

  (١١) {يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ}

  (٤)

  اشرح الأبيات الآتية وبيّن ما فيها من مجاز عقلىّ:

  صحب النّاس قبلنا ذا الزّمانا ... وعناهم من أمره ما عنانا⁣(⁣٣)

  وتولّوا بغصّة كلّهم من ... هـ وإن سرّ بعضهم أحيانا

  ربّما تحسن الصنيع ليالي ... هـ ولكن تكدّر الإحسانا


(١) يخترم: يهلك، والناصية: شعر مقدم الرأس، يقول: إن الهم إذ استولى على الجسم هزله حتى يهلك، وقد يشيب به الصبى ويصير كالهرم من الضعف.

(٢) ساورتنى: واثبتنى، والضئيلة: الحية الدقيقة النحيفة، والرقش: جمع رقشاء وهي الحية فيها نقط سوداء وبيضاء، والسم الناقع: المنقوع، وإذا نقع السم كان شديد التأثير.

(٣) عناهم: أهمهم وشغلهم.