البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

الإنشاء الطلبى

صفحة 197 - الجزء 1

  (ح) المعاني الّتى تستفاد من الاستفهام بالقرائن.

الأمثلة:

  (١) قال البحترىّ:

  هل الدّهر إلّا غمرة وانجلاؤها ... وشيكا وإلّا ضيقة وانفراجها؟⁣(⁣١)

  (٢) وقال أبو الطيب في المديح:

  أتلتمس الأعداء بعد الّذى رأت ... قيام دليل أو وضوح بيان؟⁣(⁣٢)

  (٣) وقال البحتري:

  ألست أعمّهم جودا وأزكا ... هم عودا وأمضاهم حساما؟⁣(⁣٣)

  (٤) وقال آخر:

  إلام الخلف بينكم إلا ما؟ ... وهذى الضّجّة الكبرى علاما؟

  (٥) وقال أبو الطيب في الرثاء:

  من للمحافل والجحافل والسّرى ... فقدت بفقدك نيّر الا يطلع⁣(⁣٤)

  ومن اتّخذت على الضّيوف خليفة ... ضاعوا ومثلك لا يكاد يضيّع

  (٦) وقال يهجو كافورا:

  من أيّة الطّرق يأتي مثلك الكرم؟ ... أين المحاجم يا كافور والجلم؟⁣(⁣٥)


(١) الغمرة: الشدة، وانجلاؤها: زوالها، ووشيكا: سريعا.

(٢) يقول: هل يطلب أعداؤك دليلا على أن اللّه يريد أن يجعل أمرك هو الغالب بعد ما رأوا الأدلة على ذلك.

(٣) أزكاهم عودا: أقواهم جسما.

(٤) المحافل: المجامع، والجحافل: الجيوش، والسرى: مشى الليل، ويريد به الزحف على الأعداء.

(٥) المحاجم: جمع محجمة وهي القارورة يحجم بها الجلد، ويقال لها كأس الحجامة، الجلم:

أحد شقى المقراض والمراد به المشراط. قيل إن كافورا كان عبدا لحجام بمصر ثم اشتراه الإخشيد.