البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

[(2)] أضرب الخبر

صفحة 153 - الجزء 1

[(٢)] أضرب الخبر

الأمثلة:

  (١) كتب معاوية إلى أحد عمّاله فقال:

  لا ينبغي لنا أن نسوس الناس سياسة واحدة، لانلين جميعا فيمرح⁣(⁣١) الناس في المعصية، ولا نشتدّ جميعا فنحمل الناس على المهالك، ولكن تكون أنت للشّدّة والغلظة، وأكون أنا للرّأفة والرحمة.

  (٢) قال أبو تمام:

  ينال الفتى من عيشه وهو جاهل ... ويكدى الفتى في دهره وهو عالم⁣(⁣٢)

  ولو كانت الأرزاق تجرى على الحجا⁣(⁣٣) ... هلكن إذا من جهلهنّ البهائم

  * * *

  (٣) قال اللّه تعالى:

  {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا}⁣(⁣٤)


(١) يمرح: ينشط ويتبختر.

(٢) يكدى: يقل ماله.

(٣) الحجا: العقل.

(٤) المعوقين: من قولهم عوقه عن الأمر صرفه عنه وثبطه، هلم: تعالوا، والبأس:

الحرب، والمعنى أن اللّه يعلم المنافقين الذين يثبطون أمثالهم عن نصرة النبي ، ويقولون لهم: تعالوا معنا ودعوا محمدا، وهم مع هذا يحضرون الحرب ساعة مع المسلمين رياء منهم ونفاقا ثم يتسللون.