البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

[الاستعارة]

صفحة 90 - الجزء 1

البحث:

  في الأمثلة الأولى استعارات تصريحية في «اشتروا» بمعنى اختاروا، وفي «قمر» الذي يراد به شخص الممدوح، وفي «طغى» بمعنى زاد، وقد استوفت كلّ استعارة قرينتها، فقرينة الأولى «الضلالة»، وقرينة الثانية «يؤدون التحية» وقرينة الثالثة «الماء»، وإذا تأملت الاستعارة الأولى رأيت أنها قد ذكر معها شئ يلائم المشبه به، وهذا الشئ هو «فما ربحت تجارتهم»، وإذا نظرت إلى الاستعارة الثانية رأيت بها شيئا من ملائمات المشبه، وهو «من الإيوان باد»، وإذا تأملت الاستعارة الثالثة رأيتها خالية مما يلائم المشبه به أو المشبه.

  والأمثلة الثلاثة الثانية تشتمل على استعارات مكنية هي «الضمير» في رأت الذي يعود على المنايا التي شبّهت بالإنسان. و «القلم» الذي شبّه بالإنسان أيضا و «الشر» الذي شبّه بحيوان مفترس، وقد تمّت لكل استعارة قرينتها، إذ هي في الأولى إثبات الرؤية للمنايا، وفي الثانية إثبات الشرب والغناء للقلم، وفي الثالثة إثبات إبداء الناجذين للشر.

  وإذا تأملت رأيت أن الاستعارة الأولى اشتملت على ما يلائم المشبه به وهو «جعلتك مرمى نبلها»، وأنّ الاستعارة الثانية اشتملت على ما يلائم المشبه وهو «دواته وقرطاسه»، وأنّ الاستعارة الثالثة خلت مما يلائم المشبه أو المشبه به، والاستعارة التي من النوع الأول تسمى مرشحة، والتي من النوع الثاني تسمى مجردة، والتي من النوع الثالث تسمى مطلقة.

القواعد:

  (١٧) الاستعارة المرشّحة: ما ذكر معها ملائم المشبّه به.

  (١٨) الاستعارة المجرّدة: ما ذكر معها ملائم المشبّه.