تقسيم القصر إلى حقيقي وإضافى
  عليه اختصاصا منظورا فيه إلى الحقيقة والواقع بألا يتعداه إلى غيره أصلا.
  انظر إلى المثالين الأخيرين تجد القصر في أولهما من باب قصر الصفة على الموصوف وفي ثانيهما من باب قصر الموصوف على الصفة، وإذا تدبرت المقصور في كل منهما وجدته مختصّا بالمقصور عليه بالإضافة (أي بالنسبة) إلى شئ معين، لا إلى جميع ما عداه، فإن المتكلم في المثال الأول يقصد أن يقصر صفة الجود على علىّ بالنسبة إلى شخص آخر معين كخالد مثلا، وليس من قصده أن هذه الصفة لا توجد في غير علىّ من جميع أفراد الإنسان، فإن الواقع خلاف ذلك. وكذلك الحال في المثال الثاني، ولذلك يسمى القصر في المثالين قصرا إضافيا، وكذلك كل قصر يكون التخصيص فيه بالإضافة إلى شئ آخر.
القاعدة:
  (٦٢) ينقسم القصر باعتبار الحقيقة والواقع قسمين:
  (ا) حقيقىّ(١) وهو أن يختصّ المقصور بالمقصور عليه بحسب الحقيقة والواقع بألّا يتعدّاه إلى غيره أصلا.
  (ب) إضافىّ(٢) وهو ما كان الاختصاص فيه بحسب الإضافة إلى شئ معيّن(٣).
(١) القصر الحقيقي يكثر في قصر الصفة على الموصوف كما رأيت في الأمثلة، ولا يكاد يوجد في قصر الموصوف على الصفة.
(٢) القصر الإضافى يأتي كثيرا في كل من قصر الصفة على الموصوف وقصر الموصوف على الصفة كما رأيت في الأمثلة، وهو ميدان فسيح لتنافس الكتاب والشعراء.
(٣) ينقسم القصر الإضافى باعتبار حال المخاطب ثلاثة أقسام، وذلك أنك إذا قلت الشجاع على لا حسن مثلا، فإن كان المخاطب يعتقد اشتراك على وحسن في الشجاعة كان القصر «قصر إفراد»، وإن كان يعتقد عكس ما تقول كان القصر «قصر قلب»، وإن كان مترددا لا يدرى أيهما الشجاع كان القصر «قصر تعيين».