البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

(2) مواضع الوصل

صفحة 234 - الجزء 1

  (٨) لا وكفيت شرها. (تجيب بذلك من قال: أذهبت الحمّى عن المريض؟)

  (٩) قال تعالى: {أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ ١٣٢ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}

  (١٠) وقال أبو العتاهية:

  قد يدرك الرّاقد الهادي برقدته ... وقد يخيب أخو الرّوحات والدّلج⁣(⁣١)

  (١١) وقال الغزّىّ يشكو الناس:

  يصدّون في البأساء من غير علّة ... ويمتثلون الأمر والنّهى في الخفض⁣(⁣٢)

  (١٢) وقال أبو العلاء المعرى:

  لا يعجبنّك إقبال يريك سنا ... إنّ الخمود لعمري غاية الضّرم⁣(⁣٣)

  (١٣)

  يقولون إني أحمل الضيم عندهم ... أعوذ بربّى أن يضام نظيري⁣(⁣٤)

  (١٤) وقال تعالى: {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ}⁣(⁣٥) {يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ}

  (١٥) وقال تعالى: {وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى}

الإجابة

  (١) فصل بين الجملتين، جملة: سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم، وجملة لا يؤمنون، لأن بينهما كمال الاتصال؛ إذ أن الثانية لا توكيد للأولى.

  (٢) وصل بين الجملتين لاتفاقهما خبرا وتناسبهما في المعنى. ولأنه لا يوجد هناك ما يقتضى الفصل.

  (٣) فصلت جملة «قالوا» عن جملة «وأوجس منهم خيفة» لأن بينهما شبه كمال الاتصال، إذ الثانية جواب لسؤال يفهم من الأولى، كأن سائلا سأل: فماذا قالوا له حين رأوه وقد داخله الخوف؟

  فأجيب «قالوا لا تخف».


(١) الروحات: جمع روحة اسم بمعنى الرواح وهو السير آخر النهار من راح يروح ضد غدا يغدو: والدلج: جمع دلجة من أدلج إذا سار من أول الليل: يقول قد يدرك القاعد مطالبه ويخيب المجد الساعي.

(٢) البأساء: الشدة، والخفض: الدعة والنعيم.

(٣) السنا: ضوء البرق، وخمود النار: سكون لهبها، والضرم: اشتعال النار والتهابها.

(٤) الضيم: الذل.

(٥) يسومونكم سوء العذاب: يحملونكم إياه.