البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

(3) الإطناب

صفحة 248 - الجزء 1

  (٦) وقال الحطيئة:

  تزور فتى يعطى على الحمد ماله ... ومن يعط أثمان المحامد يحّمد

  (٧) وقال ابن نباتة السّعدىّ:

  لم يبق جودك لي شيئا أؤمّله ... تركتني أصحب الدّنيا بلا أمل

  * * *

  (٨) وقال ابن المعتز يصف فرسا:

  صببنا عليها - ظالمين - سياطنا ... فطارت بها أيد سراع وأرجل

البحث:

  عرفت فيما سبق معنى الإيجاز؛ ونريد هنا أن نشرح لك نوعا آخر من الأساليب يقابله ويضادّه فتزيد فيه الألفاظ على المعاني لغرض بلاغىّ.

  تأمل المثال الأول تجد لفظ «الروح» فيه زائدا، لأن معناه داخل في عموم اللفظ المذكور قبله وهو الملائكة، وانظر في المثال الثاني تجد أن لفظ «لي ولوالدىّ» زائد أيضا، لدخول معناه في عموم المؤمنين والمؤمنات، وكذلك يشتمل كل مثال من الأمثلة الباقية على زيادة لفظية ستعرفها فيما يأتي، وسترى أيضا أنّ هذه الزيادة لم تجئ عبثا، وإنما جاءت للطيفة من اللطائف البلاغيّة التي تزيد قيمة الكلام وترفع من معانيه، وأداء الكلام على هذا الوجه يسمّى إطنابا.

  ارجع إلى الأمثلة وابحث فيها واحدا واحدا تجد طرق الإطناب فيها