البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

تقسيمه إلى طلبي وغير طلبي

صفحة 170 - الجزء 1

القاعدة:

  (٣٦) الإنشاء نوعان طلبىّ وغير طلبىّ:

  (ا) فالطّلبىّ ما يستدعى مطلوبا غير حاصل وقت الطلب، ويكون بالأمر، والنّهى، والاستفهام، والتمنّى، والنّداء⁣(⁣١).

  (ب) وغير الطّلبىّ ما لا يستدعى مطلوبا، وله صيغ كثيرة منها: التّعجّب، والمدح، والذمّ، والقسم، وأفعال الرجاء، وكذلك صيغ العقود.

نموذج

  لبيان نوع الإنشاء في كل مثال من الأمثلة الآتية:

  (١) قال أبو تمام:

  لا تسقني ماء الملام فإنّنى ... صبّ قد استعذبت ماء بكائي

  (٢) ومما يؤثر:

  أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما. وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما.

  (٣) قال ابن الزيات يمدح الفضل بن سهل⁣(⁣٢):

  يا ناصر الدّين إذ رثّت حبائله ... لأنت أكرم من آوى ومن نصرا


(١) قد تكون الجملة خبرية في اللفظ وهي إنشائية في المعنى، وعلى ذلك تعد في باب الإنشاء، كقول المتنبي يخاطب عضد الدولة: «فدى لك من يقصر عن فداكا» وكقوله يدعو لسيف الدولة بالشفاء من علة أصابته: «شفاك الذي يشفى بجودك خلقه».

(٢) كان الفضل بن سهل وزيرا للمأمون وقد اشتهر ببلاغته وحسن كتابته وجمال خلاله وكان يلقب بذى الرياستين، وقتل بسرخس سنة ٢٠٢ هـ.