(7) أسلوب الحكيم
(٧) أسلوب الحكيم
الأمثلة:
  (١) قال تعالى: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}
  (٢) وقال ابن حجّاج(١):
  قال ثقّلت إذ أتيت مرارا ... قلت ثقّلت كاهلي بالأيادى(٢)
  قال طوّلت قلت أوليت طولا ... قال أبرمت قلت حبل ودادي(٣)
البحث:
  قد يخاطبك إنسان أو يسألك سائل عن أمر من الأمور فتجد من نفسك ميلا إلى الإعراض عن الخوض في موضوع الحديث أو الإجابة عن السؤال لأغراض كثيرة منها أن السائل أعجز من أن يفهم الجواب على الوجه الصحيح، وأنه يجمل به أن ينصرف عنه إلى النظر فيما هو أنفع له وأجدى عليه، ومنها أنك تخالف محدثك في الرأي ولا تريد أن تجبهه برأيك فيه. وفي تلك الحال وأمثالها تصرفه في شئ من اللباقة عن الموضوع الذي هو فيه إلى ضرب من الحديث تراه أجدر وأولى.
  انظر إلى المثال الأول تجد أن أصحاب الرسول ﷺ سألوه عن الأهلة، لم تبدو صغيرة ثم تزداد حتى يتكامل نورها ثم تتضاءل حتى لا ترى، وهذه مسأله من مسائل علم الفلك يحتاج في فهمها إلى دراسة
(١) هو أبو عبد اللّه بن أحمد البغدادي، شاعر فكه مقتدر علىّ المعاني التي يديرها، كثير الهزل والفحش في شعره وله ديوان شعر كبير، توفى سنة ٣٩١ هـ.
(٢) الكاهل: ما بين الكتفين.
(٣) طولت: أطلت الإقامة، والطول: التفضل والإحسان، أبرمت من معانيها: أمللت، ومن معانيها أحكمت فتل الحبل.