البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

الكناية

صفحة 125 - الجزء 1

القواعد:

  (٢٦) الكناية لفظ أطلق وأريد به لازم معناه مع جواز إرادة ذلك المعنى.

  (٢٧) تنقسم الكناية باعتبار المكنىّ عنه ثلاثة أقسام، فإنّ المكنىّ عنه قد يكون صفة، وقد يكون موصوفا، وقد يكون نسبة⁣(⁣١).

نموذج

  (١) قال المتنبي في وقيعة سيف الدولة ببنى كلاب:

  فمسّاهم وبسطهم حرير ... وصبحهم وبسطهم تراب⁣(⁣٢)

  ومن في كفّه منهم قناة ... كمن في كفّه منهم خضاب

  (٢) وقال في مدح كافور:

  إن في ثوبك الذي المجد فيه ... لضياء يزرى بكلّ ضياء⁣(⁣٣)

الإجابة

  (١) كنّى بكون بسطهم حريرا عن سيادتهم وعزتهم. وبكون بسطهم ترابا عن حاجتهم وذلهم، فالكناية في التركيبين عن صفة.

  (٢) وكنى بمن يحمل قناة عن الرجل، وبمن في كفه خضاب عن المرأة


(١) إذا كثرت الوسائط في الكناية نحو: كثير الرماد، سميت تلويحا، وإن قلت وخفيت نحو:

فلان من المستريحين، كناية عن الجهل والبلاهة، سميت رمزا، وإن قلت الوسائط، ووضحت أو لم تكن سميت إيماء وإشارة. نحو: الفضل يسير حيث سار فلان، كناية عن نسبة الفضل إليه.

ومن الكناية نوع يسمى التعريض، وهو أن يطلق الكلام ويشار به إلى معنى آخر يفهم من السياق، كأن تقول لشخص يضر الناس: «خير الناس أنفعهم للناس» وكقول المتنبي يعرض بسيف الدولة وهو بمدح كافورا:

إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى ... فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا

(٢) القناة: عود الرمح.

(٣) أزوى به: استهان، يقول: إن في ثوبك لضيما من المجد يفوق كل صياء بقوة إشراقه.