[(2)] أضرب الخبر
  (٤) قال السّرىّ الرّفاء:
  إنّ البناء إذا ما انهدّ جانبه ... لم يأمن النّاس أن ينهدّ باقيه
  * * *
  (٥) قال أبو العباس السفاح(١):
  لأعملنّ اللّين حتّى لا ينفع إلا الشّدة، ولأكرمنّ الخاصة ما أمنتهم على العامّة، ولأغمدنّ سيفي حتى يسلّه الحق، ولأعطينّ حتى لا أرى للعطية موضعا.
  (٦) قال اللّه تعالى:
  {لَتُبْلَوُنَّ}(٢) {فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ}
  (٧)
  واللّه إني لأخو همّة ... تسمو إلى المجد ولا تفتر(٣).
البحث:
  إذا تأملت الأمثلة المتقدمة وجدتها أخبارا، ووجدتها في الطائفة الأولى خالية من أدوات التوكيد. وفي الطائفتين الأخيرتين مؤكدة بمؤكّد أو مؤكّدين أو أكثر، فما السر في هذا الاختلاف؟ إذا بحثت لم تجد لذلك سببا سوى اختلاف حال المخاطب في كل موطن، فهو في أمثلة الطائفة الأولى خالى الذهن من مضمون الخبر، ولذلك لم ير المتكلم حاجة إلى توكيد الحكم له، فألقاه إليه خاليا من أدوات التوكيد. ويسمى هذا الضرب من الأخبار ابتدائيّا.
(١) هو أول الخلفاء العباسيين، بويع بالخلافة سنة ١٣٢ هـ، وكان جوادا كريم الأخلاق، توفى بالأنبار سنة ١٣٦ هـ.
(٢) لتبلون: لتخبرن.
(٣) تفتر: تضعف.