البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

الإنشاء الطلبى

صفحة 180 - الجزء 1

  (٢) وقال الأرّجانىّ:

  شاور سواك إذا نابتك نائبة ... يوما وإن كنت من أهل المشورات

  (٣) وقال أبو العتاهية:

  واخفض جناحك إن منحت إمارة ... وارغب بنفسك عن ردى اللذات⁣(⁣١)

  (٤) وقال أبو العلاء:

  فيا موت زر إنّ الحياة ذميمة ... ويا نفس جدّى إنّ دهرك هازل⁣(⁣٢)

  (٥) وقال آخر:

  أريني جوادا مات هزلا لعلّنى ... أرى ما ترين أو بخيلا مخلّدا⁣(⁣٣)

  (٦) قال خالد بن صفوان⁣(⁣٤) ينصح ابنه:

  دع من أعمال السّر ما لا يصلح لك في العلانية.

  (٧) وقال بشار بن برد:

  فعش واحدا أو صل أخاك فإنّه ... مقارف ذنب مرّة ومجانبه⁣(⁣٥)

  (٨) وقال تعالى:

  {قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ}

  (٩) وقال أبو الطيب يخاطب سيف الدولة:

  أخا الجود أعط النّاس ما أنت مالك ... ولا تعطينّ الناس ما أنا قائل⁣(⁣٦)

  (١٠) وقال قطري بن الفجاءة⁣(⁣٧) يخاطب نفسه:

  فصبرا في مجال الموت صبرا ... فما نيل الخلود بمستطاع


(١) المراد بخفض الجناح التواضع، والردى: الهلاك.

(٢) يفضل الموت على الحياة ويأمر نفسه أن تأخذ في طريق الجد لأن الدهر غير جاد.

(٣) الهزل بالضم وبالفتح:

الضيق والفقر.

(٤) كان من فصحاء العرب المشهورين، وكان يجالس عمر بن عبد العزيز وهشام بن عبد الملك، وله معهما أخبار، ولد ونشأ بالبصرة، وكان أيسر أهلها مالا، توفى سنة ١١٥ هـ.

(٥) مقارف الذنب: مرتكبه، يقول: إذا أردت ألا يزل معك صديق فعش منفردا وذلك مستحيل، أما إذا أردت أن تعيش مع الناس فسامح إخوانك وصلهم على ما بهم من عيوب.

(٦) يقول: أعط الناس أموالك ولا تعطهم شعري، أي لا تحوجنى إلى مدح غيرك.

(٧) هو أحد رؤوس الخوارج، فارس مذكور، وشاعر إسلامي مشهور، سلموا عليه بالخلافة ثلاث عشرة سنة.