البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

الإنشاء الطلبى

صفحة 190 - الجزء 1

  (٤) وقال الشريف الرّضى:

  لا تأمننّ عدوّا لان جانبه ... خشونة الصّلّ عقبى ذلك اللين⁣(⁣١)

  (٥) وقال أبو الطيب:

  فلا تنلك الليالي إنّ أيديها ... إذا ضربن كسرن النّبع بالغرب⁣(⁣٢)

  (٦)

  لا تلهينّك عن معادك لذّة ... تفنى وتورث دائم الحسرات

  (٧)

  لا تحسبوا من قتلتم كان ذا رمق ... فليس تأكل إلّا الميتة الضّبع

  (٨) قال أبو العلاء:

  لا تطويا السرّ عنّى يوم نائبة ... فإنّ ذلك ذنب غير مغتفر

  والخلّ كالماء يبدي لي ضمائره ... مع الصّفاء ويخفيها مع الكدر

  (٩) وقال اللّه تعالى:

  {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ}

  (١٠) وقال أبو الطيب:

  ولا تشكّ إلى خلق فتشمته ... شكوى الجريح إلى الغربان والرّخم⁣(⁣٣)

  (١١)

  لا تطلب المجد واقنع ... فمطلب المجد صعب

  (٣)

  (١) هات مثالين تفيد صيغة النهى في كل منهما المعنى الأصلي للنهي.

  (٢) هات ثلاثة أمثلة تكون صيغة النهى في المثال الأول منها مفيدة الدعاء، وفي الثاني الالتماس، وفي الثالث التمنّى.


(١) الصل بالكسر: الحية التي لا تنفع منها الرقية.

(٢) تنلك: تصبك. والنبع: شجر صلب. والغرب: نبت ضعيف، يقول: لا أصابتك الليالي بسوء فإنها تغلب القوى بالضعيف.

(٣) تشك مضارع من التشكى، وشكوى مفعول مطلق، الرخم: طائر، يقول: لا تشك إلى أحد ما ينزل بك من ضر لئلا تشتمه بشكواك، فيكون حالك كحال الجريح يشكو جراحه إلى الطيور التي ترقب موته لتأكله.