البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

الإنشاء الطلبى

صفحة 194 - الجزء 1

  المتكلم في كل منها لا يتردد في معرفة مفرد من المفردات، ولكنه متردد في معرفة النسبة فلا يدرى أمثبتة هي أم منفية فهو يسأل عنها، ولذلك يجاب بنعم إن أريد الإثبات، وبلا إن أريد النفي، ولو أنك تتبعت جميع الأمثلة التي يستفهم فيها بهل لوجدت المطلوب هو معرفة النسبة ليس غير؛ «فهل» إذا لا تكون إلا لطلب التصديق ويمتنع معها ذكر المعادل.

القواعد:

  (٤٣) الاستفهام طلب العلم بشئ لم يكن معلوما من قبل، وله أدوات كثيرة منها: الهمزة، وهل.

  (٤٤) يطلب بالهمزة أحد أمرين:

  (ا) التّصوّر وهو إدراك المفرد، وفي هذه الحال تأتى الهمزة متلوّة بالمسؤول عنه ويذكر له في الغالب معادل بعد أم.

  (ب) التّصديق وهو إدراك النّسبة، وفي هذه الحال يمتنع ذكر المعادل⁣(⁣١).

  (٤٥) يطلب بهل التّصديق ليس غير، ويمتنع معها ذكر المعادل⁣(⁣٢).


(١) إن جاءت «أم» بعد همزة التصور تكون «متصلة» وإن جاءت بعد همزة التصديق أو هل قدرت «منقطعة» وتكون بمعنى «بل».

(٢) هل، قسمان: بسيطة إن استفهم بها عن وجود الشئ أو عدمه، نحو: هل الإنسان الكامل موجود؟ ومركبة إن استفهم بها عن وجود شئ لشئ، نحو: هل النبات حساس؟