البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

(3) السجع

صفحة 273 - الجزء 1

البحث:

  إذا تأملت المثالين الأولين وجدت كلّا منهما مركبا من فقرتين متحدتين في الحرف الأخير، وإذا تأملت المثال الثالث وجدته مركبا من أكثر من فقرتين متماثلتين في الحرف الأخير أيضا، ويسمى هذا النوع من الكلام سجعا⁣(⁣١). وتسمى الكلمة الأخيرة من كل فقرة فاصلة، وتسكّن الفاصلة دائما في النثر للوقف.

  وأفضل السجع ما تساوت فقره، ولا يحسن السجع إلّا إذا كان رصين التركيب، سليما من التكلف، خاليا من التكرار في غير فائدة، كما رأيت في الأمثلة.

القاعدة:

  (٧٠) السّجع توافق الفاصلتين في الحرف الأخير⁣(⁣٢)، وأفضله ما تساوت فقره.

تمرينات

  (١)

  بيّن السجع في الأمثلة الآتية، ووضّح وجوه حسنه:

  (١) قال :

  «رحم اللّه عبدا قال خيرا فغنم، أو سكت فسلم».

  (٢) وقال الثعالبىّ⁣(⁣٣):

  الحقد صدأ القلوب، واللّجاج سبب الحروب⁣(⁣٤).


(١) تشبيها له بسجع الحمامة إذا هدرت.

(٢) السجع موطنه النثر، وقد يجئ في الشعر كقول أبى الطيب:

فنحن في جذل والروم في وجل ... والبر في شغل والبحر في خجل

(٣) هو أبو منصور النيسابوري، والثعالبي نسبة إلى خياطة جلود الثعالب وعملها، وكان واحد عصره في العلم والأدب، وله تآليف كثيرة منها فقه اللغة ويتيمة الدهر، وشعره جيد، وتوفى سنة ٤٢٩ هـ.

(٤) اللجاج: التمادي في الخصومة.