البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

(4) حسن التعليل

صفحة 290 - الجزء 1

  (٥) وقال ابن نباتة السعدىّ في فرس محجّل⁣(⁣١) ذي غرة:

  وأدهم يستمدّ اللّيل منه ... وتطلع بين عينيه الثّريّا⁣(⁣٢)

  سرى خلف الصّباح يطير زهوا ... ويطوى خلفه الأفلاك طيّا⁣(⁣٣)

  فلما خاف وشك الفوت منه ... تشبّث بالقوائم والمحيّا⁣(⁣٤)

  (٦) وقال الأرّجانىّ:

  أبدى صنيعك تقصير الزّمان ففي ... وقت الرّبيع طلوع الورد من خجل

  (٧) وقال بعضهم يرثى كاتبا:

  استشعر الكتّاب فقدك سالفا ... وقضت بصحة ذلك الأيام

  فلذاك سوّدت الدّوىّ كآبة ... أسفا عليك وشقّت الأقلام

  (٨) وقال آخر:

  سبقت إليك من الحدائق وردة ... وأتتك قبل أوانها تطفيلا⁣(⁣٥)

  طمعت بلثمك إذ رأتك فجمّعت ... فمها إليك كطالب تقبيلا

  (٩)

  لا يطلع البدر إلّا من تشوّقه ... إليك حتّى يوافى وجهك النضرا

  (١٠)

  بكت فقدك الدّنيا قديما بدمعها ... فكان لها في سالف الدّهر طوفان⁣(⁣٦)

  (٢)

  علل لما يأتي بعلل أدبية طريفة:

  (١) دنوّ السحاب من الأرض.

  (٢) احتراق دار غاب عنها أهلوها.

  (٣) كسوف الشمس.

  (٤) نزول المطر في يوم مات فيه عظيم.


(١) التحجيل: بياض في قوائم الفرس.

(٢) يقول: إن الفرس لشدة سواده يستعير الليل لونه، ويشبه الشاعر غرة الفرس بالثريا.

(٣) الزهو: الكبر والفخر، والأفلاك:

جمع فلك وهو مدار النجوم.

(٤) وشك الفوت: سرعته، والتشبث: التعلق، يقول:

إن الصباح لما خاف أن يسبقه الفرس تعلق بقوائمه ووجهه ليمنعه السبق.

(٥) أتتك تطفيلا: أتتك بلا دعوة منك.

(٦) الطوفان: المطر الغالب والماء الغالب يغشى كل شئ، يريد الشاعر الطوفان الذي حدث في زمن نوح #.