(7) أسلوب الحكيم
  دقيقة طويلة فصرفهم القرآن الكريم عن هذا ببيان أن الأهلة وسائل للتوقيت في المعاملات والعبادات؛ إشارة منه إلى أن الأولى بهم أن يسألوه عن هذا، وإلى أنّ البحث في العلوم يجب أن يرجأ قليلا حتى تتوطد الدول وتستقرّ صخرة الإسلام.
  وصاحب ابن حجاج في المثال الثاني يقول له قد ثقّلت عليك بكثرة زياراتي فيصرفه عن رأيه في أدب وظرف وينقل كلمته من معناها إلى معنى آخر، ويقول له: إنك ثقّلت كاهلي بما أغدقت علىّ من نعم. ومثل ذلك يقال في البيت الثاني، وهذا النوع من البديع يسمى: أسلوب الحكيم.
القاعدة:
  (٧٧) أسلوب الحكيم تلقّى المخاطب بغير ما يترقّبه، إمّا بترك سؤاله والإجابة عن سؤال لم يسأله، وإمّا بحمل كلامه على غير ما كان يقصد؛ إشارة إلى أنّه كان ينبغي له أن يسأل هذا السؤال أو يقصد هذا المعنى.
تمرينات
  (١)
  بيّن كيف جاء الكلام على أسلوب الحكيم في الأمثلة الآتية:
  (١)
  ولقد أتيت لصاحبي وسألته ... في قرض دينار لأمر كانا
  فأجابني واللّه دارى ما حوت ... عينا فقلت له ولا إنسانا(١)
  (٢) قيل لشيخ هرم: كم سنك؟ فقال: إني أنعم بالعافية.
  (٣) قيل لرجل: ما الغنى؟ فقال: الجود أن تجود بالموجود.
  (٤) سئل غريب عن دينه واعتقاده، فقال: أحبّ للناس ما أحبّ لنفسي.
  (٥) قيل لتاجر: كم رأس مالك؟ فقال: إني أمين وثقة الناس بي عظيمة
(١) العين: الذهب والباصرة، والإنسان قد يراد به إنسان العين وقد يراد به أحد بني آدم.