أركان التشبيه
صفحة 6
- الجزء 1
  (ب) وقد نشأ جمال التشبيه من أشياء عدة: أولها اهتداء الشاعر إلى تشبيه ممدوحه بثلاثة أشياء يجمع كلّ منها معنى واحدا؛ وثانيها غرابة وجه الشبه الذي قصد إليه في كل من هذه التشبيهات، فإن الشائع أن يشبّه الإنسان بالبدر والشمس في حسن الطلعة، وأن يشبّه بالبحر في الجود، أما أن يشبه بكل من هذه الثلاثة في النفع العام والفضل الشامل فذلك أمر غير مألوف ولا ينقاد إلا لأديب؛ وثالثها ما وفّق إليه الشاعر من بيان وجه الشبه في سلاسة وسهولة؛ هذا إلى ما تضمنه الشعر من خيال لطيف وتصوير بديع.