البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

علم البيان

صفحة 18 - الجزء 1

  (١٠) شبّه الشاعر هؤلاء الناس بشجر السّرو، بجامع حسن المنظر وعدم الإنتاج، فالتشبيه غير تمثيل.

  (١١) شبّه التّهامىّ العيش بالنوم في الغفلة، والمنيّة باليقظة في الانتباه، والمرء بالخيال الساري في سرعة الزوال، وكل تشبيه من هذه غير تمثيل.

  (١٢) شبّه الشاعر حال الدموع وهي بيضاء صافية فوق خدها المحمرّ بحال الطّلّ فوق الجلّنار، ووجه الشبه صورة قطرات بيضاء فوق شئ أحمر، فالتشبيه تمثيل.

  (١٣) شبّه اللّه تعالى أحد علماء بني إسرائيل وقد آتاه علما واسعا نافعا فكفر بما علم ومال إلى حطام الدنيا واتّبع هواه، بالكلب في أخسّ صفاته وأذلّها وهي دوام اللّهث، ووجه الشبه الضّعة والخسّة، فالتشبيه غير تمثيل.

  (١٤) شبه اللّه سبحانه وتعالى أولا حال المنافقين تبدو لهم الدلائل الواضحة فيلمحون هدايتها ثم يعودون إلى ما كانوا فيه من ضلال، بحال من أوقد نارا فتمتّع بضوئها قليلا ثم لم يلبث أن أطفئت هذه النار فغشيه الظلام الحالك ووجه، الشبه هنا الهيئة الحاصلة من وجود هداية قصيرة يتلوها ظلام الحيرة والارتباك، فالتشبيه تمثيل.

  ثم شبههم مرة ثانية بحال قوم أصابتهم السماء في ليلة مظلمة فيها رعد وبرق وصواعق، فأمسوا في خوف ورعب، وأخذوا يمشون كلما أضاء لهم البرق ويقفون حينما ينطفئ ضوؤه، ووجه الشبه صورة قوم تملكهم الفزع وقد عرضت لهم أسباب الهداية فانتفعوا بها قليلا ثم ما لبثوا أن أحاط بهم الضلال، فالتشبيه تمثيل.

  (١٥) شبّه أبو الطيب الزجامة البيضاء والرّاح فيها ضارية إلى السواد بهيئة بياض العين الممحدق بسوادها، ووجه الشبه صورة شئ أسود يحيط به شئ أبيض فالتشبيه تمثيل.