البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

(ب) الاستعارات المكنية:

صفحة 62 - الجزء 1

  وحل الطريق، بجامع أن القدرة على العظيم الجليل تدعو إلى الاستهانة بما هو دونه، ثم استعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة التمثيلية، والقرينة حالية.

  (٧) حال المثابر المجدّ الذي يتحمل المتاعب في سبيل غايته مقرونة إلى حال المهمل المفرّط، شبهت هذه الحال بحال شجاع يقتحم الأهوال في الحرب مقرونة بحال من يقضى وقته في احتساء الخمر، بجامع أن أحد الشخصين أتمّ رجولة وأسمى منزله من الآخر، ثم استعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة التمثيلية والقرينة حالية.

  (٨) حال صديق عزيز تحبه وترعى مودته تصيبك منه إساءة فتصفح عنه، شبهت هذه الحال بحال عزّة تسبّ كثيّرا فلا يثنبه ذلك عن حبها بجامع غفران الإساءة من المحبوب إبقاء على مودته، ثم استعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة والقرينة حالية.

  (٩) حال ضعيف المنزلة والمكانة يهدّدك بما يضرك وهو لا يستطيع أن يفعل من ذلك شيئا، شبهت هذه الحال بحال الفرزدق حين زعم أنه سيقتل مربعا وهو أضعف من أن يصل إليه، بجامع تهديد الضعيف العاجز للقوىّ القادر في كل، ثم استعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة التمثيلية والقرينة حالية.

  (١٠) حال الغضب يكظم إلى حين إذا توالت أسباب إثارته انفجر، شبهت هذه الحال بحال المرجل فيه ماء على النار فهو يئز حتى إذا استمرت النار تحته فاز ماؤه، بجامع الانحباس والانفجار في كل عند توالى تأثير المؤثر، ثم استعير التركيب الدالّ على المشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة التمثيلية والقرينة حالية.