البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

النداء

صفحة 110 - الجزء 1

  المنادى في كلّ من المثالين قريب، ولكنه نودي بيا إشارة إلى غفلته فنزل من أجل ذلك منزلة البعيد.

  ٥ أ -

  يا موته لو أقلت عثرته ... يا يومه لو تركته لغد

  ب -

  أفؤادي متى المتاب ألمّا ... تصح والشبب فوق رأسي ألمّا

  ح - أقدم أيّها الفارس

الإجابة عن تمرين (٥) صفحة ٢١٥ من البلاغة الواضحة

  (أ) كان سيف الدولة في بعض الأحيان يقرّب إليه قوما من المتشاعرين فيسمع إنشادهم ويجيزهم، ويعرض عن أبي الطيب ويقصيه على فضله وأدبه، ولما طال أمر ذلك أنشد أبو الطيب قصيدته التي منها هذان البيتان، فهو يقول فيهما:

  يأيّها الملك الذي عمّ عدله جميع الناس ما عدانى، أنت سبب شكايتى وموضع خصومتى، وأنت خصمي في هذه المخاصمة وأنت الحاكم فيها، وإذا كان الخصم هو الحاكم فلا أمل في الانتصاف منه، إني أربأ بنظرك الثاقب الذي يصدقك حقائق المنظورات أن ينخدع بالمظاهر الخلابة فيسوّى بيني وبين غيرى ممن يتظاهرون بمثل فضلى وهم بعيدون منه فيكون حاله كحال الذي يظن الورم شحما.

  (ب) الغرض من النداء هنا الإغراء، فإنّ أبا الطيب يريد أن يغري سيف الدولة ويحبّب إليه أن يعدل في معاملته وألا يفرق في عدله بين إنسان وآخر.