البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

الإيجاز والإطناب والمساواة الإيجاز

صفحة 129 - الجزء 1

  (٣) في البيت إطناب بالاعتراض في قوله «والأرزاق قد قسمت»، وبالتذييل الجاري مجرى المثل في قوله «ألا إن بغى المرء يصرعه»؛ وفائدة الاعتراض بالجملة الأولى التنبيه على أن اللّه سبحانه وتعالى قسم الأرزاق بين عباده، وأنه لا يليق بالناس في رأى الشاعر أن يسعوا في التماس أرزاقهم، وفائدة التذييل بالجملة الثانية توكيد المعنى المفهوم من الكلام السابق وتقريره في أذهان السامعين.

  (٤) في الآية إطناب بالتكرار لتوكيد الإنذار.

  (٥) الإطناب هنا بالتكرار أيضا؛ فائدته استمالة المخاطب إلى قبول الخطاب والاستماع إلى الإرشاد.

  (٦) في الآية الكريمة إطناب بالاحتراس، فإن قوله تعالى: {تَخْرُجْ بَيْضاءَ} موهم أن يكون ذلك لمرض أو سوء أصابها، فأتى بقوله «من غير سوء» لدفع هذا الإبهام.

  (٧) في البيت الأول تكرار، فإن معاني الكلمات متقاربة وكلها تدل على أنواع من العذاب والشقاء؛ وغرض الشاعر من هذا التكرار إظهار آلامه، وفي قوله «إنّ ذا لعظيم» تذييل غير جار مجرى المثل، وقد كرر الشاعر في البيت الثاني إنّ واسمها لطول الفصل.

  (٨) طريق الإطناب هنا الإيضاح بعد الإبهام، فقوله تعالى {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ} كلام مجمل فصل بالكلام الذي جاء بعده، ومزيّة ذلك أن يدرك المخاطب المعنى في صورتين مختلفتين إحداهما مبهمة والأخرى موضحة، فإن لهذا وقعا عظيما في النفوس.

  (٩) في البيت إطناب بالاعتراض في كل من شطريه، وغرض الشاعر من الاعتراض هنا إظهار التحسر على أن الموت سبق إلى ولده.

  (١٠) جملة «سبحانه» في الآية الكريمة معترضة في أثناء الكلام، للمسارعة إلى تنزيه المولى جل شأنه.