(7) أسلوب الحكيم
  (٤) لمّا سئل الغريب عن دينه واعتقاده ولم يجد للخوض في هذا معنى، صرف سائله عن ذلك ببيان ما ينبغي أن يكون عليه المتدين من كريم الخلال، إشارة إلى أن ذلك أولى بالنظر.
  (٥) صرف التاجر سائله عن رأس ماله ببيان ما هو عليه من الأمانة وعظيم ثقة الناس فيه إشعارا بأن هاتين الصفتين وأمثالهما أجلب للريح وأضمن لنجاح التجارة.
  (٦) أراد الحجّاج بكلمة «أطول» طول القامة، وحملها المهلب على معنى التفضل إذ اعتبرها مشتقة من الطّول بمعنى التطوّل.
  (٧) سئل العامل عما ادّخر فلم يشأ أن يجيب عن ذلك، وصرف سائله عن قصده بإخباره عن الصحة وقيمتها، إشعارا بأنها أولى بالسؤال.
  (٨) أراد المأمون بكلمة «السّيد» علم الشخص، وأراد بها سيّد بن أنس السيادة وهي غير ما قصد المأمون، تأدبا مع الملوك.
  (٩) في هذا صرف لطيف للمخاطب عن طلب الدينار، فإن الشاعر لم يجب السائل عن سؤاله، وإنما أخذ يحدثه فيما يصنع منه الدينار وأنه من الفضة لا من الذهب، إشعارا بأنه ما كان ينبغي له أن يطلب.
  (١٠) سأل المسلمون رسول اللّه ما ذا تنفق من أموالنا، فصرفهم عن هذا ببيان المصرف، لأن النفقة لا يعتدّ بها إن لم تقع موقعها.
  (١١) أراد خالد بقوله «فيم أنت؟» ما حاجتك، ولكن الرجل حملها على معنى الظرفية ولذلك أجاب بقوله «في ثيابي»، وأراد خالد بقوله «علام أنت؟» ما منزلتك؟ ولكن الرجل حملها على الاستعلاء ولذلك أجاب بقوله «على الأرض»، وأراد خالد «بالسن» عدد ما عاش الرجل من السنين ولكن الرجل حملها على أسنان الفم ولذلك أجاب بقوله «اثنتان وثلاثون» وهي عدد أسنان الرجل متى تكاملت.
  (١٢) أسلوب الحكيم في البيت الثاني في قوله «قضى» ويريد بها مات، ولكنهم حملوها على إنجاز الحاجات وقضائها وهذا ما يقصده، وكذلك في قوله «مضى» إذ أراد بها مات، وأرادواهم ذهب بالفضل ولم يدع لأحد شيئا.