(4) التشبيه الضمني
  الشيب كالغصن الرطيب حين إزهاره، ولكنه أتى بذلك ضمنا.
  ويقول أبو الطيب: إنّ الذي اعتاد الهوان يسهل عليه تحمله ولا يتألم له، وليس هذا الادعاء باطلا؛ لأن الميت إذا جرح لا يتألم، وفي ذلك تلميح بالتشبيه في غير صراحة.
  ففي الأبيات الثلاثة تجد أركان التشبيه وتلمحه ولكنك لا تجده في صورة من صوره التي عرفتها، وهذا يسمى بالتشبيه الضمني.
القاعدة
  (٩) التشبيه الضّمنىّ: تشبيه لا يوضع فيه المشبّه والمشبّه به في صورة من صور التشبيه المعروفة بل يلمحان في التركيب. وهذا النوع يؤتى به ليفيد أن الحكم الذي أسند إلى المشبّه ممكن.
نموذج
  (١) قال المتنبي:
  وأصبح شعري منهما في مكانه ... وفي عنق الحسناء يستحسن العقد(١)
  (٢) وقال:
  كرم تبيّن في كلامك ماثلا ... ويبين عتق الخيل من أصواتها(٢)
(١) أي أصبح شعري في مدح الأمير وأبيه في المكان اللائق به لأنهما أهل للثناء فاستحسن وقعه فيهما كما يستحسن العقد في عنق الحسناء.
(٢) يقول: من سمع كلامك عرف منه كرم أصلك كما يعرف الفرس العتيق الكريم من صهيله.