(6) التشبيه المقلوب
  (٢)
  ميّز التشبيه المقلوب من غير المقلوب فيما يأتي وبيّن الغرض من كل تشبيه:
  (١) كأن سواد الليل شعر فاحم.
  (٢) قال أبو الطيب:
  يزور الأعادى في سماء عجاجة ... أسنّته في جانبيها الكواكب(١)
  (٣) كأنّ النّبل كلامه وكأن الوبل(٢) نواله.
  (٤) قال الأبيوردى(٣):
  كلماتي قلائد الأعناق ... سوف تفنى الدّهور وهي بواق
  (٥) أرسل أحد كتّاب المأمون(٤) إليه فرسا وقال:
  قد بعثنا بجواد ... مثله ليس يرام
  فرس يزهى به لا ... حسن سرج ولجام(٥)
  وجهه صبح ولكن ... سائر الجسم ظلام
  والذي يصلح للمو ... لي على العبد حرام
  (٣)
  حوّل التشبيهات الآتية إلى تشبيهات مقلوبة وبيّن أيّها أبلغ:
  (١) قال البحترىّ يصف قصرا فوق هضبة:
  في رأس مشرفة حصاها لؤلؤ ... وترابها مسك يشاب بعنبر
(١) العجاجة، الغبار، والأسنة جمع سنان: وهو طرف الرمح.
(٢) الوبل: المطر الشديد المستمر، والنوال: العطاء.
(٣) شاعر فصيح راوية نسابة له مصنفات في اللغة لم يسبق إلى مثلها، وقد مات بأصبهان سنة ٥٥٨ هـ والأبيوردى نسبة إلى أبيورد بليدة بخراسان.
(٤) هو ابن الخليفة هارون الرشيد، كان عالما فاضلا، وقد برع في العربية ومهر في الفلسفة، واشتهر بجوده وفصاحته، وكان من أكبر رجال بنى العباس حزما وعزما ودهاء وشجاعة، توفى سنة ٢١٨ هـ.
(٥) يزهى بكذا: يتيه ويتكبر، وسرج نائب فاعل.