البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

[الاستعارة]

صفحة 87 - الجزء 1

  (٧) وقال الشريف في الشّيب:

  ضوء تشعشع في سواد ذوائبى ... لا أستضئ به ولا أستصبح⁣(⁣١)

  بعت الشباب به على مقة له ... بيع العليم بأنّه لا يربح⁣(⁣٢)

  (٨) وقال البحتري في وصف قصر:

  ملأت جوانبه الفضاء وعانقت ... شرفاته قطع السّحاب الممطر

  (٩) وقال في وصف روضة:

  يضاحكها الضحى طورا وطورا ... عليها الغيث ينسجم انسجاما⁣(⁣٣)

  (١٠) وقال في الشّيب:

  ولمّة كنت مشغوفا بجدّتها ... فما عفا الشّيب لي عنها ولا صفحا

  (١١) وقال ابن التّعاويذى في وصف روضة:

  وأعطاف الغصون لها نشاط ... وأنفاس النسيم بها فتور⁣(⁣٤)

  (١٢) وقال مهيار⁣(⁣٥):

  ما لسارى اللهو في ليل الصّبا ... ضلّ في فجر برأسى وضحا

  (٢)

  اجعل الاستعارات التبعية الآتية أصليّة:

  (١)

  إن أمطرت عيناي سحّا فعن ... بوارق في مفرقي تلمغ⁣(⁣٦)

  (٢)

  إنّ التّباعد لا يض ... رّ إذا تقاربت القلوب


(١) تشعشع الضوء: انتشر، واستصبح: استضاء بالمصباح.

(٢) المقة: الحب.

(٣) ينسجم: يسيل.

(٤) الأعطاف: جمع عطف وهو الجانب، الفتور: الضعف.

(٥) هو أبو الحسن مهيار بن مرزويه الكاتب الفارسي الديلمي، كان مجوسيا وأسلم على يد الشريف الرضى وتخرج في الشعر عليه، ويمتاز في شعره بجزالة القول ورقة الحاشية وطول النفس، وتوفى سنة ٤٢٨ هـ.

(٦) سحّا: صبّا، والبوارق جمع بارق وهو البرق، والمفرق: وسط الرأس وهو الموضع الذي يفرق فيه الشعر.