مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الفاعل]

صفحة 121 - الجزء 1

  تدل على المحذوف حالية أو مقالية فيحذف الفعل حينئذ حذفاً (جوازاً في مثل⁣(⁣١) «زيدٌ»⁣(⁣٢) لمن قال: من قام؟) فالقرينة المقالية سؤال السائل والفاعل زيد وتقدير الفعل قام، فحذف لدلالة السؤال عليه، ومثل هذا قول الشاعر:

  ٢٧ - ألا هل أتى أمَّ الحويرث مرسلي ... نَعَمْ خالدٌ إِنْ لم تُعِقْه العوائق(⁣٣)


(١) في (أ): مثل، وبقية النسخ: في مثل، ما عدا نسخة منها بلفظ: كقولك.

(٢) قوله: زيد لمن قال: «من قام» النحويون على أن زيداً فاعل لفعل محذوف مقدر، أي: قام زيد، واعتُرِض عليهم بأن السؤال جملة اسمية، فالأولى أن زيد مبتدأ خبره محذوف، أي: زيد قام؛ لأن المطابقة بين السؤال والجواب أمر مهم عندهم. والصواب أنه فاعل؛ لأن «من قام» جملة اسمية صورة، وفعلية حقيقة، وذلك لأن الاستفهام بالفعل أولى فكان الأصل أن يقال: «أقام زيد أم قام عمرو» إلى غير ذلك لكن لما تعذر هذا التطويل وضع لفظ «من» عاماً لتلك الذوات، وضمنت معنى كلمة الاستفهام فوجب تصديرها على الفعل فصارت الجملة الفعلية في صورة الاسمية لهذه الضرورة، فروعي في جواب المطابقة مع أصل السؤال تنبيهاً على ذلك، ويدل على ذلك التصريح بالجملة الفعلية في بعض الأجوبة كقوله تعالى: (قل يحييها)، ولا يخالف هذه الرعاية إلا لنكتة كقوله تعالى: (قل الله يحييكم). (شريف) والنكتة الاهتمام بأمر الله تعالى. وفي (الجامي) إنما قدر حذف الفعل، ولم يقدر حذف الخبر؛ لأن تقدير حذف الخبر يوجب حذف الجملة، وتقدير الفعل يوجب حذف جزئها، والتقليل في الحذف أولى. (منه).

(٣) البيت لأبي ذؤيب الهذلي كما في تاج العروس وشرح أشعار الهذليين وهو من الطويل.

اللغة: «تُعِقْهُ» عاقه عن كذا حبسه عنه وصرفه وبابه قال.

الإعراب: «ألا» الهمزة للاستفتاح ولا نافية «هل» حرف استفهام «أتى» فعل ماضٍ مبني على فتح مقدر. «أم الحويرث» أم مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وأم مضاف والحويرث مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة «مرسلي» مرسل فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، ومرسل مضاف والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة «نعم» حرف جواب «خالد» فاعل لفعل محذوف والتقدير (أتاها خالد) «إن» حرف شرط جازم يجزم فعلين «لم» حرف نفي وجزم وقلب «تعقه» فعل مضارع مجزوم، وعلامة جزمه السكون، وهو فعل الشرط، والهاء ضمير متصل، مبني على الضم في محل نصب مفعول به «العوائق» فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وجواب الشرط محذوف.

الشاهد فيه: قوله: «نَعَمْ خالدٌ» حيث رفع «خالد» بفعل مضمر يدل عليه الكلام السابق والتقدير: «نعم أتاها خالد».