[المرفوعات]
  أي: أتاها خالد فحذف الفعل لدلالة السؤال عليه، ومثال القرينة الحالية نحو أن يكون قوم منتظرين لقدوم زيد فيراه أحدهم فيقول: «زيد» يعني: قَدِم زيد.
  (و) من الفعل المحذوف جوازاً لقيام القرينة المقالية المقدرة قول الشاعر(١):
  ٢٨ - (لِيُبْكَ يزيد ضارع لخصومة ... ومختبط مما تطيح الطوائحر)(٢)
  «لِيُبْكَ» [هذا فعل مغير الصيغة] «يزيدُ» هذا قائم مقام الفاعل «ضارعٌ» هو الذليل، وهذا فاعل لفعل محذوف جوازاً؛ لقيام قرينة مقالية؛ إذ هنا سؤال مقدر تقديره: مَن يبكيه؟ فقال: ضارع، أي: يبكيه ضارع «لخصومة» ومختبط معطوف
(١) البيت من الطويل وقد اختلف في نسبته حيث ذكر في حواشي شرح المفصل وتخريجه أنه للحارث بن نهيك كما في شرح شواهد الإيضاح والكتاب وللبيد بن ربيعة في ملحق ديوانه ولنهشل بن جري في خزانة الأدب ولضرار بن نهشل في الدرر وقيل للحارث بن ضرار في شرح أبيات سيبويه وورد بلا نسبة في الأشباه والنظائر وأمالي ابن الحاجب وشرح الاشموني ومغني اللبيب وهمع الهوامع.
المعنى: يصف الشاعر ممدوحه بأنه كان ملجأ للضعيف الذليل وعوناً للمحتاج.
الإعراب: (ليبك) اللام للأمر ويبك فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم وعلامة جزه حذف حرف العلة. (يزيد) نائب فاعل مرفوع. (ضارع) فاعل لفعل محذوف تقديره يبكيه ضارع. (لخصومة) جار ومجرور متعلق بضارع (ومختبط) الواو عاطفة ومختبط معطوف على ضارع (مما) (من) حرف جر و (ما) اسم موصول أو مصدرية وهي وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بمن، والجار والمجرور متعلق بمختبط (تطيح) فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة (الطوائح) فاعل مرفوع بالضمة، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. وجملة ليبك ابتدائية لا محل لها من الإعراب وجملة يبكيه ضارع المقدرة بدل من جملة ليبك يزيد.
الشاهد فيه: إضمار عامل الفاعل لقرينة والتقدير يبكيك ضارع و (ضارع) فاعل لفعل محذوف دل عليه دخول الاستفهام المقدر كأنه قيل: من يبكيه؟ فقيل ضارع. وهذا على رواية (ليُبْكَ) مغير الصيغة أما من رواه (ليُبْكِ) مبنياً للمعلوم فلا شاهد فيه.
(٢) البيت بتمامه موجود في بعض نسخ المتن المخطوطة لدينا (أبي علي - الكبسي) وكذلك بعض نسخ المتن المطبوعة منها (دار البشرى) وفاقاً للخبيصي والجامي، وفي نسخ الشرح (ب، ج، د) غير موجود.