[فرفع بنو بـ «سبني»]⁣^(⁣١). وقول الآخر:

  ٣٣ - قضى كل ذي⁣^(⁣٢) دين فوفَّى غريمَهُ ... وعزةُ ممطولٌ مُعَنّىً غريمُها⁣^(⁣٣)

(١) هذه العبارة غير موجودة في (أ).

(٢) لقائل أن يقول: لا نسلم أن قضى ووفى تنازعاً في غريمه؛ لأن التنازع إنما يكون إذا توجه العاملان لمعمول واحد، وقضى غير موجه إلى غريمه؛ إذ لا يقال: قضى غريمه بل دين غريمه أو حقه، ولو قدم المضاف ليكون التقدير حق غريمه لا يكون موفى موجهاً إليه؛ إذ لا يقال وفي حق غريمه، وإذا ثبت أنه لا تنازع فيكون مفعول قضى محذوفاً، والتقدير قضى كلُّ ذي دين دينَ فوفى غريمه.

(٣) هذا البيت ينسب لكُثَيِّر بن عبدالرحمن المعروف بكثيِّر عزة وهو من الطويل.

اللغة: الغريم: المدين الذي عليه دين. (ممطول) اسم مفعول من المطل وهو التسويف في قضاء الدين. (مُعَنَّى) اسم مفعول من: عنَّاه الأمر يُعَنِّيه بتضعيف عين الفعل، وهي النون: إذا شق عليه، وسبَّب له العناء والتعب. (هامش ضياء السالك بتصرف يسير).

المعنى: أن كل مَدِين وفَّى ما عليه من دين لصاحب الدين إلا عَزَّة فإنها تماطل غريمها وتتعبه ولا توفيه حقه يقصد بذلك أنها لا تعطف على محبها ولا تصله.

الإعراب: (قضى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر، (كل) فاعل مرفوع وهو مضاف و (ذي) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف و (دين) مضاف إليه (فوفى) الفاء عاطفة (وفَّى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر وفاعله ضمير مستتر تقديره هو (وغريمه) تنازعه الفعلان (قضى ووفى) فعمل فيه الفعل الأقرب وهو (وفى) وقد أعربه بعضهم مفعولاً به لوفى وعليه، فلا تنازع. و (عزة) الواو واو الحال (عزة) مبتدأ (ممطول) خبر المبتدأ (معنى) خبر ثان (غريمها) نائب فاعل تنازعه كل من العاملين وهما (ممطول ومعنّى) وهو مضاف و (هاء) الغائبة مضاف إليه والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب حال.

الشاهد فيه: الاستشهاد في هذا البيت في موضعين الأول في قوله: قضى كل ذي دين فوفى غريمه وقد تنازع الفعلان العاملان قضى ووفى معمولاً واحداً وهو غريمه وقد أعمل الثاني «وفى» فنصب «غريمه» وفيه شاهد آخر لم يذكره المؤلف وهو قوله: «ممطول معنى غريمها» حيث تنازع العاملان وهما قوله: «ممطول ومعنى» وكل منهما اسم مفعول معمولاً واحداً وهو قوله: «غريمها»، وقد يقول البعض أنه لا شاهد هنا على أن يقول: إن غريمها مبتدأ، وممطول ومُعَنّى خبران، أو ممطول خبر ومُعَنى صفة له، أو حال من ضميره. وللاطلاع انظر: الإنصاف في مسائل الخلاف، والأشموني.