[المرفوعات]
  (و) إذا أعملت الثاني على كلام البصريين وكان الأول يقتضي مفعولاً نحو: «ضربت وضربني زيد» ... إلى آخر الصور، و «ضربت وأكرمت زيداً» (حذفت المفعول) من الأول ولا تضمره فلا تقول: «ضربته وضربني زيد»؛ لأن المفعول فضلة فلا ملجئ لإضماره قبل الذكر، بخلاف الفاعل كما سبق فإنك تضمره؛ لأنه عمدة كما مرَّ ولا يجوز حذفه، وقد ورد إضمار المفعول في قول الشاعر:
  ٣٥ - إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحبٌ ... جهاراً فَكُنْ في الغيب أحفَظ للود(١)
(١) البيت من الطويل ورد بلا نسبة في الأشباه والنظائر وأوضح المسالك وشرح شواهد المغني وشرح ابن عقيل، ولكن بلفظ: أحفظ للعهد، وقد ورد في حاشية الصَّبَّان وشرح الأشموني وأوضح المسالك وغيرها بلفظ: أحفظ للود.
اللغة: «جهاراً» بزنة كتاب أي: عياناً ومشاهدة وتقول: رأيته جهراً وجهاراً، وكلمت فلاناً جهراً وجهاراً كل ذلك في معنى العلن.
المعنى: إذا كنت تتبادل الود مع صديقك بصفاء، ورضي كل منكما بالآخر علانية فعليك أن تكون في غيابه أشد حرصاً على هذه المودة أو العهد.
الإعراب: «إذا» ظرف زمان خافض لشرطه منصوب بجوابه مبني على السكون في محل نصب «كنت» كان فعل ماض ناقص والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع اسم كان «ترضيه» ترضي فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب خبر كان، وجملة كان ومعموليها في محل جر بإضافة إذا إليها، وهي جملة الشرط و «يرضيك» الواو حرف عطف ويرضي فعل مضارع مرفوع والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به «صاحب» فاعل يرضي مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة والجملة في محل نصب معطوفة على جملة ترضيه «جهاراً» منصوب على الظرفية تنازعه كل من الفعلين السابقين أو مفعول مطلق منصوب أو اسم منصوب على نزع الخافض «فكن» الفاء رابطه لجواب الشرط وكن فعل أمر ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره أنت «في الغيب» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال «أحفظ» خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره «للود» جار ومجرور متعلق بأحفظ.
الشاهد فيه: قوله: «ترضيه ويرضيك صاحبٌ» فقد تقدم في هذه العبارة عاملان وهما ترضي =