مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 135 - الجزء 1

  المفعول قبل الذكر لا يجوز كما قُرِّرَ.

  (وإن أعملت الأول) على اختيار الكوفيين (أضمرت الفاعل في) العامل (الثاني) وفاقاً⁣(⁣١) حيث كان الثاني يطلب فاعلاً، ولا فرق بين أن يقتضي الأول فاعلاً أو مفعولاً تقول: «ضربت وأكرمني زيداً» «ضربت وأكرماني الزيدين» إلى آخره، «ضربني وأكرمني زيد» «ضربني وأكرماني الزيدان» إلى آخره ولا إضمار هنا قبل الذكر؛ لأن الضمير الذي في العامل الثاني يعود إلى الاسم الظاهر الذي هو معمول للعامل الأول، والأصل فيه أن يلي عامله فكأنه مقدم على العامل الثاني، فيعود الضمير من العامل الثاني إلى ذلك المعمول، ومن ذلك قول الشاعر:

  ٣٦ - إن الفرزدق صخرةٌ عادية ... طالت فليس تنالها الأوعالا(⁣٢)


= الإضمار بعد الذكر كما هو مذهب الفراء في «ضربني وأكرمت زيداً هو» فتقول هاهنا: «حسبني وحسبت زيداً قائماً إياه» لما ذكره السيرافي. والجواب أن الفصل بين المبتدأ والخبر بالأجنبي قبيح، ولا سيما إذا صارا في تقدير اسم مفرد بسبب كون مضمونهما مفعولاً واحداً حقيقياً لعلمت وبابه. (نجم الدين).

(١) بين البصريين والكوفيين، وبين الفراء والكسائي. (ج).

(٢) البيت من بحر الكامل وهو لرياح بن سنيح الزنجي يمدح الفرزدق.

اللغة: «العادية» القديمة [نسبة إلى قوم عاد] يصفها بالشدة والصلابة. «الأوعال» الجبال الصغار واحدها وعل، ويروى فلا تطيعه الأوعالا، فيكون المراد بالأوعال الحيوان المعروف.

الإعراب: (إن) حرف توكيد ونصب (الفرزدق) اسم إنّ منصوب بالفتحة الظاهرة (صخرة) خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة (عادية) صفة لصخرة (طالت) طال فعل ماض والتاء للتأنيث وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع صفة لصخرة (فليس) الفاء عاطفة أو تفريعية وليس فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر (تنالها) تنال فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر ليس (الأوعالا) مفعول به لطالت.

الشاهد فيه: قوله: طالت فليس تنالها الأوعالا حيث تنازع العاملان: (طالت وتنالها) معمولاً =