مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 136 - الجزء 1

  فأعمل طالت، ونصب به الأوعالا كما ترى، وأضمر فاعل تنالها ومفعوله فيه. (و) أضمر (المفعول على المختار) أي⁣(⁣١): وكذلك إذا أعملت الأول وكان الثاني يقتضي مفعولاً أضمرته فيه أيضاً وسواء كان الأول يقتضي فاعلا⁣(⁣٢) أو مفعولاً مثاله «ضربني وأكرمته زيد، وضربني وأكرمتهما الزيدان» ... الخ⁣(⁣٣) «ضربت وأكرمته زيداً وضربت وأكرمتهما الزيدين» ... الخ والوجه أنه لا موجب لحذفه؛ إذ لا إضمار في هذا قبل الذكر كما قررناه فحينئذ تضمر (المفعول) كما بينا في العامل الثاني (على المختار⁣(⁣٤)) ومنه قول الشاعر:

  ٣٧ - أساء ولم أَجْزِه عامِرٌ ... فعاد لحلمي به مُحْسِناً(⁣٥)


= واحداً وهو: الأوعالا، وقد أعمل الأول طالت فنصب به الأوعالا وأضمر في الثاني (تنالها) الفاعل والمفعول.

(١) «(و) أضمر (المفعول على المختار) أي:» هذه العبارة في الأصل ونخ (د)، وهي ساقطة من (ب، ج)، وبدأ فيهما بقوله: (و) كذلك ... إلخ، وجعل المتن الكلمات الآتية في الشرح من قوله: «فحينئذ تضمر (المفعول) كما بينا في العامل الثاني (على المختار).

(٢) أو اسم ما لم يسم فاعله.

(٣) «ضرب وأكرمته زيد» ضُربَ وأكرمتهما الزيدان» ... الخ.

(٤) وجه الاختيار أن الثاني أقرب الطالبين إلى المطلوب فالأول إن لم يحض بمطلوبه مع الإمكان أن يشتغل بما يقوم مقامه ويخلفه حتى يترك ذلك المطلوب للأبعد الذي حقه أن لا يعمل مع وجود الأقرب، وحتى يظن بسبب عدم تأثيره فيه مع القرب أنه ليس مطلوبه، وأنه موجه إلى غيره، ويجوز الحذف؛ لأنه فضلة. (نجم الدين).

(٥) البيت من بحر المتقارب وهو مجهول القائل.

اللغة: «أساء» من الإساءة، وهو فعل ما يكره صاحبك «جزى» جزاه بما صنع يجزيه جزاء بمعنى المكافأة على الشيء «عاد» بمعنى رجع.

المعنى: أنه عامله معاملة حسنة مقابل إساءته.

الإعراب: (أساء) فعل ماض مبني على الفتح وفاعله عامرٌ الآتي، (الواو) عاطفة (لم) حرف نفي وجزم وقلب (أجزه) فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة والفاعل ضمير =