[المرفوعات]
  فأعمل تنخل وقد جاء حذفه خلاف المختار في قول الشاعر:
  ٣٩ - يرنو إليَّ وأرنو من أصادقه ... في النائبات فأرضيَهُ ويرضيني(١)
  أي: وأرنو إليه (إلا أن يمنع مانع) من إضماره(٢) (فتظهر) وذلك في باب حسبت وأخواتها حيث كان فاعل الفعل الأول مثنى أو مجموعاً مطلقاً أو مفرداً مؤنثاً، ومفعولاه مفردين مذكرين، وفاعل الفعل الثاني مفرداً، ومفعولاه مثنيين نحو: «حسبني وحسبتهما منطلقين الزيدان منطلقاً(٣)» فالياء في حسبني مفعوله
(١) البيت من بحر البسيط ولعله مجهول القائل كما ذكر في التذييل شرح التسهيل.
اللغة: «رنا» إليه أدام النظر وبابه سما فهو رانٍ. «النائبات» واحدها نائبة أي: المصيبة.
الإعراب: (يرنو) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل (إلي) جار ومجرور متعلق بيرنو (وأرنو) الواو عاطفة و «أرنو» معطوف على يرنو وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا (من) اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل يرنو (أصادقه) فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا والهاء ضمير الغائب مفعول به والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول (في النائبات) جار ومجرور متعلق بيرنو (فأرضيه) الفاء عاطفة أرضي فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا والهاء مفعول به (ويرضيني) الواو عاطفة ويرضي فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر جوازاً والنون للوقاية والياء مفعول به.
الشاهد فيه: قوله: (يرنو إليَّ وأرنو من أصادقه) حيث أعمل الفعل الأول وهو يرنو في الظاهر وهو إليَّ وحذف الجار والمجرور من الفعل الثاني وهو أرنو، ولو أعمل الثاني لقال أرنو إلى من أصادقه؛ لأن أرنو لا يتعدى بنفسه بل بواسطة حرف الجر.
(٢) أي: المفعول وفي نخ (ب) تعليقة لفظها: وكذلك الحذف.
(٣) فإن قيل: التنازع إنما يكون حيث يصلح أن يكون الظاهر لكل واحد من الفعلين، والظاهر في هذا المثال لا يصلح للثاني؛ لأنه مفرد ومفعوله الأول مثنى فلا يتحقق التنازع.
وأجيب: بأنهما تنازعا في القدر المشترك بين المفرد والمثنى والمجموع والقدر المشترك بينهما غيره قطعاً فلما أعمل الأول أفرد. (سعيدي).