[المرفوعات]
  فجاء بالخبر وهو «يمسكه» إذ لولا لا تدل عليه ونحو ذلك كثير.
  (و) مما يحذف فيه الخبر وجوباً نحو: («ضربي زيداً قائماً») وهو كل مصدر أضيف إلى فاعله أو مفعوله بعده حال منهما، أو من أحدهما، فضرب مصدر مضاف إلى فاعله وهو ياء المتكلم وزيداً مفعول به والخبر محذوف تقديره حاصل والظرف أيضاً محذوف وهو إذا كان(١) والحال وهو قائماً سد مسد الخبر(٢)؛ إذ
= وأوحد الدهر حفظاً وذكاء وصفاء نفس، وهو من شعراء العصر الثاني من الدولة العباسية، فلا يحتج بشعره على قواعد النحو والتصريف، ولعل المصنف جاء به للتمثيل لا للاحتجاج والاستشهاد اهـ حاشية شرح ابن عقيل لمحمد محيي الدين.
اللغة: «أذاب» الإذابة: إسالة الحديد ونحوه من الجامدات (الرعب) الفزع والخوف (عضب) هو السيف القاطع (الغمد) قراب السيف وجفنه.
الإعراب: (يذيب): فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة (الرعب) فاعل يذيب (منه) جار ومجرور متعلق بيذيب (كل) مفعول به ليذيب وكل مضاف و (عضب) مضاف إليه (فلولا) حرف امتناع لامتناع (الغمد) مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة (يمسكه): فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر جوازاً، والهاء ضمير الغائب مفعول به مبني على الضم في محل نصب والجملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل رفع خبر المبتدأ (لسالا) (اللام) واقعة في جواب لولا (سال) فعل ماض وفاعله ضمير مستتر جوازاً يعود إلى السيف والجملة من سال وفاعله لا محل لها من الإعراب جواب لولا.
التمثيل به في قوله: (لولا الغمد يمسكه) حيث ذكر خبر المبتدأ الواقع بعد لولا وهو جملة يمسك، وفاعله ومفعوله - لأن ذلك الخبر كون خاص قد دل عليه الدليل وخبر المبتدأ الواقع بعد لولا يجوز ذكره كما يجوز حذفه إذا كان كوناً خاصاً وقد دل عليه الدليل عند قوم والقياس عند الجمهور أن الحذف واجب وذلك بناء منهم على ما اختاروه من أن خبر المبتدأ الواقع بعد لولا لا يكون إلا كوناً عاماً، وحينئذ لا يقال إما أن يدل عليه دليل أو لا وعندهم أن بيت المعرّي هذا لحن لذكر الخبر بعد لولا، وفي البيت توجيه آخر يصح به على مذهب الجمهور، وقد ذكر مثل هذا الكلام بزيادة إيضاح محمد محيي الدين في حواشي شرح ابن عقيل فليرجع إليه.
(١) وكان تامة وحذف الظرف لدلالة الحال عليه. (خبيصي).
(٢) والقرينة الدالة على تعيين الخبر، وهو حاصل هو الإخبار عن الضرب بكونه مقيداً بالقيام؛ لأنه لا يمكن تقييده إلا بعد حصوله فقد حصل بشروط وجوب الحذف. (خالدي) والله أعلم. (ح (ب).