[المرفوعات]
  أصل المثال ضربي زيداً حاصل إذا كان(١) قائماً فحذف منه ما ذكرنا للإيجاز، ومن ذلك تضاربنا قَائِمَيْنِ، حيث أضيف المصدر إلى فاعله ومفعوله، وبعده حال منهما ففيه ذلك التقدير الأول وكذلك حيث أضيف أفعل التفضيل، وهو مبتدأ إلى المصدر(٢) المذكور نحو: «أكثر شربي السويق ملتوتاً» ففيه التقدير المذكور أولاً وقول الشاعر(٣):
  ٥٢ - خير اقترابي من المولى حليف رضا ... وشر بعدي عنه وهو غضبان(٤)
(١) قال نجم الدين: هذا ما قالوه، وفيه تكلف كثير، وهي حذف إذا مع الجملة المضاف إليها، ولم يثبت في غير هذا المكان إلى غير ذلك، فالأولى أن يقدر ضربي زيداً يلابسه قائماً، وضربي زيدٌ يلابسني قائماً. ح (ب).
(٢) فإن إضافة أفعل التفضيل إلى المصدر توجب معنى المصدرية فيكون مثل «ضربي زيداً قائماً»: (سعيدي).
(٣) هذا البيت غير موجود في (ب).
(٤) البيت من بحر البسيط، وورد بلا نسبة كما في تذكرة الحفاظ وهمع الهوامع وشرح الأشموني.
اللغة: الحليف: المساعد. المولى: الحليف بالرضا.
المعنى: يخبر عن نفسه أنه يكون قريباً من صديقه إذا كان صافياً راضياً فإذا غضب الصديق أبعد عنه.
الإعراب: (خير) مبتدأ مرفوع وهو مضاف (واقترابي) مضاف إليه، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة (من المولى) جار ومجرور متعلقان باقتراب، (حليف) حال ساد مسد الخبر، وصاحب الحال ضمير مستتر يقع فاعلاً لفعل محذوف، وهذا الفاعل مع فاعله هو الخبر، وتقدير الكلام عند البصريين: خير اقترابي من المولى إذا كان حليف رضا، (وشر) الواو عاطفة (شر) مبتدأ و (بعدي) مركب إضافي مجرور بإضافة المبتدأ إليه، (وهو) الواو: حالية، وهو: مبتدأ (وغضبان) خبر وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب حال ساد مسد خبر المبتدأ الذي هو شر، وتقديره: وشر بعدي عن المولى إذا كان - أي: وجد - والحال أنه غضبان.
الشاهد فيه: فيه عدة شواهد منها حذف الخبر وجوباً بعد أفعل التفضيل حيث وقع مبتدأ مضافاً إلى المصدر وهو خير اقترابي وبعده حال منهما والتقدير: خير اقترابي من المولى حاصل إذا كان حليف رضا، فالحال سدت مسد الخبر، والشاهد الآخر قوله: وشر بعدي ... إلخ، ووجه =