مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبتدأ والخبر]

صفحة 180 - الجزء 1

  قرينة نحو قولك: «لا رجل» جواباً للقائل: «هل من رجل في الدار؟»، «ولا بأس للشاكي» أي: عليك، و [«لا إله⁣(⁣١) إلا الله»] أي: لا إله في الوجود إلا الله، ولا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا عليٌ # [أي: موجود]، وذلك للعلم به، وطلباً للتخفيف.

  (و) [قال الشيخ]: (بنو تميم لا يثبتونه⁣(⁣٢)) في كلامهم رأساً إما للعلم به وهو مراد - كالذي يأتي - لا مع اسمها، فيه جواباً لسؤال كما سبق، وإما لإغناء النفي⁣(⁣٣) عنه نحو: «لا إله إلا الله، ولا سيف إلا ذو الفقار، ... الخ»، لكنه يقال: لا يجب الحذف عندهم إلا إذا ظهر المعنى فلا يحمل كلام الشيخ على إطلاقه، ويجعلون قوله: ظريف


(١) مسألة إذا قلت: لا إله إلا الله، ولا فتى إلا علي، ولا سيف إلا ذو الفقار، فارتفاع الألفاظ وهي الله، وعلي، وذو الفقار إما على الصفة على المحل أو على البدل، وإما لأنها خبر وتقدير الخبر: الله إله، فقدِّم إله للاهتمام به فقيل: إله الله، فأريد الحصر فأدخل النفي فقيل: لا إله إلا الله، وأما من يجعله بدلاً أو صفة والخبر محذوف؛ فالتقدير: لا إله موجود إلا الله، وهو أحسن من قولهم: لا إله لنا إلا الله؛ لأنه لا يفيد على هذا، ولا يصح أن يكون هذا الاستثناء هو الخبر؛ لأنه لم يذكر إلا لتبيين الحصر والمراد العموم. (ح (ج).

(*) قال في هامش الأصل ما لفظه: اعلم أنه قد وقع في الحواشي ربش في رفع الاسم الشريف على ماذا؟ وأظن والله أعلم أنه مرفوع على البدلية من الضمير المستكن في الخبر المقدر وهو موجود على أنه بدل بعض منه كما في قوله تعالى: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ}⁣[النساء: ٦٦]، إذ لا فرق بينهما إلا أن هذا مستكن في الخبر المقدر وفي الآية من الضمير البارز وهو الواو. (من كلام الصنو العلامة إسماعيل بن أحمد، بل من كلام الفاكهي على مذهب أبي حيان، نقله بلفظه عن يحيى حنش. تمت منه).

(٢) قال نجم الدين: بنو تميم لا يلفظون به إلا إذا كان ظرفاً. قال (الأندلسي): لا أدري من أين نقله؟ ولعله فاسد. قال: والحق أن بني تميم يحذفونه وجوباً إذا كان جواباً أو قامت قرينة، وأما إذا لم تقم؛ فلا يجوز حذفه رأساً؛ إذ لا دليل عليه بل بنو تميم كأهل الحجاز في إيجاب الإثبات له، فعلى هذا القول يجب إثباته.

(٣) والاستثناء.