[المرفوعات]
  صفة لرجل(١) على المحل. ومنه قول حاتم الطائي التميمي(٢):
  ٥٤ - إذا اللقاح غدت مُلْقَىً أصرَّتُها ... ولا كريمَ من الولدان مصبوحُ(٣)
  فيحتمل أن مصبوح صفة على المحل ويحتمل أنه تكلم بلغة أهل الحجاز.
(١) صوابه لغلام. وفي حاشية على ذلك: بل للغلام إذ لا محل لرجل فالأولى أن يكون صفة للغلام إذ محله الرفع بالابتداء فاعرف.
(٢) اللغة لا النسب.
(٣) نسب الزمخشري في المفصل هذا البيت لحاتم بن عبدالله الطائي وهو من البحر البسيط، ونسبه الجرمي - مع صدره - لأبي ذؤيب الهذلي، والصواب كما أفاد محمد محيي الدين في تعليقه على شرح ابن عقيل أنه - كما قال الأعلم - لرجل جاهلي من بني النبيت بن قاسط وصوابه ابن مالك.
اللغة: (اللقاح) جمع لقوح وهي الناقة الحلوب (أصرتها) جمع الصرار وهو خيط يشد به رأس ضرع الناقة؛ لئلا يرضعها ولدها. (مصبوح) اسم مفعول من صبحته بتخفيف الباء إذا سقيته الصبوح وهو بفتح الصاد وضم الباء الموحدة: الشرب بالغداة، والغداة: الوقت ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس. (هامش ابن عقيل).
الإعراب: (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه (اللقاح) اسم لغدا محذوفاً يدل عليه المذكور بعده، وخبره محذوف يدل عليه ما بعده أيضاً والتقدير: إذا غدت اللقاح ملقى أصرتها، والجملة من الفعل غدا واسمه وخبره في محل جر بإضافة إذا إليها (غدت) (غدا) فعل ماض ناقص بمعنى صار والتاء للتأنيث واسمه ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على اللقاح (ملقى) خبر غدا وهو اسم مفعول (أصرة) نائب فاعل لملقى وأصرة مضاف و (الهاء) ضمير الغائبة العائد إلى اللقاح مضاف إليه و (لا) نافية للجنس (كريمَ) اسمها (من الولدان) جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لكريم (مصبوحٌ) خبر لا وقد يجوز أن يكون مصبوح نعتاً لكريم على موضعه والخبر محذوف تقديره موجود؛ لأن الذي يحذف عدم قرينة هو الكون العام، ولا شك أن هذا المعنى غير مقصود.
الشاهد فيه: قوله: «ولا كريم من الولدان مصبوح» حيث ذكر خبر لا؛ وهو مصبوح لأنه لم يكن مما يعلم إذا حذف فإذا لم يعلم يجب ذكره وهذا على رأي ابن مالك تبعاً لسيبويه شيخ النحاة ويجوز أن يكون مصبوح نعتاً لاسمها محمولاً على الموضع والخبر محذوف؛ لعلم السامع تقديره موجود وهذا التخريج على رأي الزمخشري في المفصل والفارسي وأجازه الأعلم الشنتمري.