[المبتدأ والخبر]
[اسم ما ولا]
  (اسم ما ولا) هو من جملة المرفوعات (المشبهتين بليس) قوله المشبهتين بليس وجه الشبه أنهما للنفي كهي، وأنهما يدخلان على المبتدأ والخبر كهي، و «ما» هي أكثر شبهاً بليس من «لا» من حيث إن ما تكون لنفي الحال كليس بخلاف(١) «لا» فلذلك دخلت «ما» على المعارف ودخلت في خبرها الباء(٢) كليس تقول: «ما زيدٌ بقائم» كما تقول: «ليس زيدٌ بقائم» وقد حد الشيخ اسمهما بقوله: (هو المسند إليه) يعم كل مسند إليه (بعد دخولهما) أي: بعد دخول «ما» و «لا» خرج ما عدا اسمهما (مثل: ما زيد قائماً) فزيد اسم «ما» وقائماً خبرها وهذا مذهب أهل الحجاز، وبه ورد التنزيل قال تعالى: {مَا هَذَا بَشَرًا}[يوسف: ٣١]، وقال تعالى: {مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ}[المجادلة: ٢]، وأما بنو تميم فلا يعملونهما بل يرفعون ما بعدهما على الابتداء والخبر كما يأتي، (و) مثال إعمال (لا) قوله: (لا رجل) هذا اسمها (أفضل منك) هذا خبرها (وهو في لا شاذ) أي: إعمال (لا) عمل ليس شاذ لضعف شبهها بليس إلا إذا اتصلت بها التاء كقوله تعالى: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ٣}[ص]، فالتاء(٣) اسمها وما بعدها الخبر أي: وليس الحين حين مناص، وقد ورد إعمال «لا» شاذاً في نكرة كقوله:
  ٥٥ - فَكُنْ لي شفيعاً يومَ لا ذو شفاعةٍ ... بِمُغنٍ فتيلاً عن سوادِ ابن قاربِ(٤)
(١) فإنها لنفي المستقبل إذا دخلت على المضارع ولنفي الحال إذا دخلت على الاسم ذكر معناه في الغاية.
(٢) على الاطراد وإلا فقد دخلت الباء في خبر لا في قول الشاعر: فكن لي شفيعاً ... البيت، وتدخل لا على المعارف كما في قوله: وحَلَّت سواد القلب ... الخ ولكن ليس على الاطراد.
(٣) الصواب أن اسمها محذوف تقديره ليس الحين حين مناص، والتاء للتأنيث كما في ثمة.
(٤) البيت من بحر الطويل وهو لسواد بن قارب الأسدي الدوسي من قصيدة يخاطب فيها رسول الله ÷.
اللغة: «فتيلاً» هو الخيط الرقيق الذي يكون في شق النواة. =