[المنصوبات]
  (و) الثالث (العدد) وهو الذي يدل على مقدار من العدد، وقد بينها حيث قال: (مثل: «جلست جلوساً») هذا مثال التأكيد، (و) جلست (جِلْسَةً(١)) بكسر الجيم هذا مثال النوع، وكذا المصدر إذا أضيف المصدر أو وصف نحو: «سرت سير البريد، وركبت ركوب الأمير، وضربت ضرباً شديداً» ونحو ذلك، و «رجع القهقرى(٢)» فإن هذا للنوع لدلالته على نوع مخصوص كقوله(٣):
  ٥٧ - حلفت لها بالله حلْفَةَ فاجر ... لناموا فما إن حديث ولا صالي(٤)
(١) في (ب، د): وجلسة.
(٢) القهقرى مصدر بنفسه عند سيبويه ويكون من النوع الأول، وقال المبرد: هو في الأصل صفة لمصدر أي: الرجوع القهقرى، وعند بعض الكوفيين هو منصوب بفعل مشتق من لفظه وإن لم يستعمل؛ فكأنه يقهقر القهقرى، وعدم سماع وقوع هذه الأسماء وصفاً لشيء وعدم سماع أفعالها يضعف المذهبين؛ إذ هي إثبات حكم لا دليل عليه. (رضي).
(٣) في (ب) كقول امرئ القيس ومثله في (ج)، وفي (د) بلفظ مقارب.
(٤) البيت لامرئ القيس وهو من الطويل.
اللغة: (الفاجر): الذي يأتي بالفاحشة والشر، وقد يطلق على الكذوب و (من حديث): إما على حذف مضاف أي: من ذي حديث أو على جعل الحديث بمعنى: المحادث كالعشير بمعنى المعاشر، و (صالي): من صلي بالنار، إذا قرب منها ودفع بحرارتها ألم البرد. (شرح أبيات المغني بتصرف).
الإعراب: (حَلَفتُ) حلف: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل (لها) جار ومجرور متعلقان بحلفت، (بالله) جار ومجرور متعلق بحلف (حِلْفَة) مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف وفاجر مضاف إليه (لناموا) اللام واقعة في جواب القسم و (ناموا) (نام) فعل ماض منبي على الضم و (الواو) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب جواب القسم (فما) الفاء عاطفة و (ما) نافية (إن) زائدة (من) حرف جر زائد (حديث) اسم مجرور لفظاً مرفوع محلاً على أنه مبتدأ والخبر محذوف وجوباً تقديره «فما حديث موجود» (ولا) الواو عاطفة ولا: نافية (صالي) معطوف على حديث والخبر محذوف، وقد تكون لا زائدة لتوكيد النفي وصالي معطوف على حديث مجرور لفظاً مرفوع محلاً بحركة مقدرة على الياء المحذوفة والياء الموجودة للإطلاق. =