مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 187 - الجزء 1

  (وجَلْسَة وجَلْستين) بفتح الجيم فيهما هذا مثال العدد، وهو الذي يدل على عدد مقدر كما ترى (فالأول) وهو المصدر التأكيدي⁣(⁣١) (لا يثنى ولا يجمع)؛ لأنه جنس يشمل القليل والكثير، ويطلق على الجنس الواحد، والجنسين، والأجناس، فلا تأتي تثنيته وجمعه بفائدة إلا بتكثير الحروف، وهذا خلاف موضوع العربية (بخلاف أخويه⁣(⁣٢)) وهما النوع والعدد؛ لأن لتثنيتهما وجمعهما ثمرة وهو التكثير؛ إذ لا يفهم منهما قبل التثنية إلا نوع واحد وعدد واحد وذلك ظاهر.

  (وقد⁣(⁣٣) يكون) المفعول المطلق (بغير لفظه) أي: بغير لفظ الفعل مع اتحاد المعنى (مثل: «قعدت⁣(⁣٤) جلوساً») و «حبست منعاً» ومنه قول امرئ القيس:

  ٥٨ - ويوماً على ظَهر الكثيب تَعَذَّرَت ... عليَّ وآلت حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ(⁣٥)


= الشاهد فيه: قوله: (حلْفَة فاجر) حيث أتى بالمفعول المطلق مبيناً للنوع، وفي البيت شاهدان آخران أولهما قوله: «لناموا» حيث أدخل اللام في جواب القسم وهو فعل ماض بدون «قد» شذوذاً، وثانيهما: حذف خبر ما المكفوفة عن العمل تشبيها بلا والتقدير: فما حديث ولا صال (مُنْتَبِهٌ) إلى ذي حديث.

(١) إذ المراد بالتأكيد ما تضمنه الفعل بلا زيادة عليه، ولم يتضمن الفعل إلا الماهية من حيث هي هي، والقصد إلى الماهية من حيث هي يكون مع قطع النظر عن قلتها وكثرتها والتثنية والجمع لا يكونان إلا مع النظر إلى كثرتها فيتناقضان.

(*) في (ب): التوكيدي، خلافاً لـ (أ، ج، د).

(٢) يعني: النوع والعدد وذلك؛ لأن النوع قد يكون نوعين فصاعداً، والعدد قد يكون اثنين فصاعداً. (نجم الدين).

(٣) وفائدة التصريح بهذا الحكم مع أنه قد علم من قوله: بمعناه في حد المفعول المطلق بيان قلته، ذكر معناه في (الغاية).

(٤) هذا الحكم خاص للتأكيد، وأما النوع والعدد فلا يجوز أن يكون إلا بلفظه.

(٥) البيت من بحر الطويل وقائله امرؤ القيس وقد ورد في بعض الشواهد بلا نسبة.

اللغة: «الكثيب»: التلّ من الرمل جمعه أكثبة وكُثُب وكُثْبان. (قاموس). «آلت» حلفت «لم تحلل» لم =