[المنصوبات]
  (وقد يحذف الفعل) الناصب له أي: فعل المفعول المطلق (لقيام قرينة) حالية أو مقالية تدل على الفعل المحذوف، ويكون ذلك الحذف (جوازاً كقولك لمن قدم: خير مقدم) أي: قدمت خير مقدم، وإنما كان خيرُ مصدراً لإضافتة إلى المصدر وهو مقدم فأخذ حكمه(١)، وقيل: إن قوله: «خير مقدم» صفة لمصدر محذوف تقديره قدمت قدوماً خير مقدم، وهذا مثال القرينة الحالية، ومثال القرينة المقالية أن تقول لشخص: «أيما ضربٍ ضربت فلاناً» فيقول: ضرباً مبرحاً أي: ضربته ضرباً مبرحاً ونحو ذلك (و) قد يحذف فعل المصدر (وجوباً سماعاً) وهو ما لم يعلم له ضابط كلي(٢) باستقراء(٣) لغتهم (مثل: سقياً) لزيد
= تستثن. والمقسم عليه محذوف.
الإعراب: (ويوماً) الواو حرف استئناف أو حرف عطف على الكلام السابق يوما منصوب على الظرفية الزمانية والعامل فيه الفعل «تعذرت» الآتي (على ظهر) جار ومجرور متعلقان بالفعل بعدهما أيضاً، وقيل: متعلقان بمحذوف صفة «يوماً»، و (ظهر) مضاف و (الكثيب) مضاف إليه (تعذرت) تعذر: فعل ماض، والتاء: للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هي (عليَّ) جار ومجرور متعلق بتعذر (وآلت) الواو عاطفة (آلى) فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي يعود إلى ما عاد إليه فاعل تعذرت (حِلْفَةً) مفعول مطلق والعامل فيه الفعل آلى لأن آلى بمعنى حلف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة (لم) أداة جزم (تحلل) فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون المقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالكسر العارض لأجل الروي، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي والجملة الفعلية في محل نصب حال من فاعل «آلت» المستتر والرابط الضمير فقط، وقيل: إنها جملة جواب القسم لا محل لها، والله أعلم.
الشاهد فيه: قوله: حلفة حيث نصب المصدر وهو (حلفة) بفعل من معناه هو (آلى).
(١) لأن اسم التفضيل له حكم ما أضيف إليه. (جامي).
(٢) الضابط هو أن كل مصدر أضيف إلى فاعله نحو معذب أهل النار أو مفعوله لا لبيان النوع أو بُيِّنَ فاعلُه أو مفعولُه بحرف من حروف الجر، وجب حذف عامله قياساً مطرداً. قلت: وقد أشار إلى هذا الضابط الرضي في شرحه على الكافية فليعلم.
(٣) أي: تتبع.