مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 189 - الجزء 1

  (ورعياً) له، هذا مثال الدعاء بالخير فحذف الفعل وهو سُقِيت ورُعِيتَ وجوباً سماعاً ومنه قوله:

  ٥٩ - سقياً لقوم لدينا هُمْ وإن بعدوا ... وخيبةً للأُلى وجْدَانُهم عَدَمُ(⁣١)

  وقوله:

  ٦٠ - نُبِّئْت نعمى على الهجران عاتبةً ... سقياً ورعياً لذاك العاتب الزاري(⁣٢)


(١) البيت من البسيط وقد ذكره في شرح التسهيل بلا نسبة.

اللغة: «سقياً» دعاء لهم بالسقي «خيبة» أي: خاب خيبة إذا لم ينل ما طلب.

الإعراب: (سقياً) مفعول مطلق لفعل محذوف وجوباً تقديره سقى الله أو اسق، (لقوم) جار ومجرور متعلق بالعامل في سقياً (لدينا) ظرف زمان و (لدى) مضاف ونا مضاف إليه والظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم (هم) مبتدأ مؤخر والجملة من المبتدأ والخبر في محل جر صفة لقوم (وإن) الواو عطف على مقدر والتقدير وإن لم يبعدوا وقد تكون الواو للحال في مقام التأكيد ولعله أحسن وإن حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه (بعدوا) بعد: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة وهو فعل الشرط، وواو الجماعة فاعل وجواب الشرط محذوف دل عليه الكلام (وخيبة) الواو عاطفة وخيبة معطوف على سقياً (للألى) جار ومجرور متعلق بالعامل في خيبة (وجدانهم) وجدان مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة (وجدان) مضاف وهم مضاف إليه (عدم) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة والجملة من المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، وقيل: إنها صفة للألى.

الشاهد فيه: حيث أتى بقوله: «سقياً» و «خيبة» مفعولين مطلقين حذف فعلهما، وهذه من المصادر السماعية التي يجب فيها حذف الفعل حيث نصبهما الشاعر بإضمار الفعل المستعمل في الطلب.

(٢) التخريج: هذا البيت من البسيط وهو للذيباني وقد ذكره الزمخشري في الكشاف والنيسابوري في تفسيره والعلوي في حاشيته على الكشاف وغيرهم.

الإعراب: (نبئت): فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك والتاء نائب فاعل وهو المفعول الأول، (نعمى) مفعول ثاني منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة للتعذر (على الهجران) جار ومجرور متعلقان بعاتبة، ويجوز أن يكون حالاً من المفعول =