[المنصوبات]
  ولا يجب حذف فعل هذه [المصادر] إلا إذا كان معمولها مجروراً باللام(١) لوروده في السماع كما بينا، وإنما حذفت أفعالها؛ لأن العرب كأنهم علموا بالحدس(٢) أنه يكثر دورانها على الألسنة فلم ينطقوا بها إلا محذوفة الأفعال للتخفيف(٣).
  (و) قد يحذف فعل المفعول المطلق وجوباً (قياساً) وهو ما علم له ضابط كلي باستقراء لغتهم وذلك (في مواضع منها) أي: من المصادر المحذوفة أفعالها وجوباً قياساً (ما وقع) المصدر (مثبتاً(٤)) يحترز مما وقع منفياً من أول الأمر نحو: «ما زيدٌ سيراً»(٥) فيذكر الفعل ولا يجب حذفه، ولا بد من أن يكون الإثبات (بعد نفي) احتراز مما وقع مثبتاً من غير نفي نحو: «زيد سيراً»، فلا يجب حذف الفعل. (أو) كان ذلك المصدر مثبتاً بعد (معنى نفي) فإنه يجب حذف الفعل؛ ليدخل في هذا «إنما أنت سيراً»؛ لأنه يجب فيه حذف الفعل؛ لأن إنما بمعنى ما وإلا، إذ هي تفيد الحصر - (داخل) ذلك النفي (على اسم) فلو دخل على فعل كان هو الناصب للمصدر نحو: «ما سرت إلا سيراً» فلذلك قال: على اسم، ومن شرط ذلك الاسم الذي دخل عليه النفي أن (لا) يصح أن
= حال (عجباً) منصوب على المصدرية لفعل محذوف وجوباً (لوجهك) جار ومجرور متعلق بأعجب المحذوف ووجه مضاف والكاف مضاف إليه (كيف) اسم استفهام منصوب على الحال مبني على الفتح (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يتلهب) فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، وحرّك بالكسر لأجل الروي، والفاعل ضمير مستتر جوازاً يعود إلى الوجه.
الشاهد فيه: قوله: «عجباً» حيث أتى به مصدراً ويراد به الإخبار.
(١) أو بمن نحو «عجباً من زيد».
(٢) التقدير والفهم.
(٣) قال نجم الدين: وكان القياس أن يكون مما حذف فيه الفعل قياساً، وهو عند استعمالها باللام.
(٤) لأن الاستثناء بعد النفي للإثبات. (سعيدي).
(٥) في (ب، ج): ما زيد يسير سيراً.