[المنصوبات]
  معنى النفي (وزيد سيراً سيراً) هذا مثال المكرر، فأما لو كرر المصدر بعد فعل فهو الناصب له نحو قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ٢١}[الفجر].
  (ومنها) أي: من المصادر المحذوف أفعالها وجوباً قياساً (ما وقع) المصدر فيه (تفصيلاً) يحترز من قوله «مننت مناً» فإن مناً ليس بتفصيل (لأثر) أي: لفائدة (مضمون) ومضمون الجملة مصدرها المضاف إلى الفاعل أو المفعول ومضمون الأثر فائدته، ومقصوده والغرض المطلوب منه (جملة) يحترز من وقوعه تفصيلاً لنفس المضمون كقولك: «زيد يسافر سفراً قريباً أو بعيداً» (متقدمة(١)) على المصدر (مثل فشدوا الوثاقَ) هذه جملة من فعل أمر وفاعل ومفعول كما ترى إذ مضمونها شد الوثاق فبين أثرها وهو فائدتها التي تَعَقَّبها بقوله: (فإما منا(٢) بعد وإما فداء) ومثل هذا «زيد يسافر إما ربحاً وإما خسارة» فلو فسر نفس مضمون الآية لقال: فإما رخواً، وإما وثيقاً، ولقال في
=
- فإن قيل: فليس زيد هو الفعل فكيف صح أن يكون خبراً عن زيد؟ قلنا: إن قولك: «زيد يسير» بمعنى سائر. (رصاص).
(١) يحترز من المتأخرة نحو: (إما يتأدب زيد بالضرب تأديباً، أو يهلك هلاكاً فأضربه، وإما أن تمنون مناً، أو تفدون فداء فشدوا). هندي.
(٢) قوله: فإما منا ... الخ أي: تمنون مناً أو تفدون فداء فحينئذ يجب حذف أفعال هذه المصادر لقيام القرينة، وهي الجملة التي هذه هي فوائدها والتزموه؛ لأن الأول قد وقع موقع الفعل لفظاً فاستغنى عنه لفظاً ومعنى، ألا ترى أن شد الوثائق متضمن لفوائد وجودية مِن مَنٍّ أو استرقاق، أو قتل، أو فداء، فلما ذكرت تلك المعاني بألفاظ المصادر لم تذكر أفعالها استغناء بهذه الجملة عما تقدم. (هطيل).
- واعلم أن ضابط هذا القسم: أن تذكر جملة طلبية أو خبرية تتضمن مصدراً يطلب منه فوائد وأغراض، فإذا ذكرت تلك الفوائد والأغراض بألفاظ مصادر منصوبة على أنها مفعولة مطلقة عقيب تلك الجملة. وجب حذف أفعالها. (نجم الدين الرضي).