مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 194 - الجزء 1

  المثال المذكور: إما قريباً⁣(⁣١) وإما بعيداً، فلا يجب حذف الفعل في مثل هذا.

  (ومنها) أي: ومن المصادر المحذوف أفعالها وجوباً قياساً (ما وقع) المصدر فيه (للتشبيه⁣(⁣٢)) يحترز مما لم يقع للتشبيه نحو: «لزيد صوت صوت حسن»، وقوله: (علاجاً⁣(⁣٣)) في تلك الحال يحترز مما لم يقع علاجاً في تلك الحال نحو قولك: «لزيد علم علم الفقهاء، وهدي هدي الصلحاء»، وقوله: (بعد جملة) أي: وقع المصدر بعد جملة كما يأتي لا إذا وقع بعد مفرد نحو قولك: «الصوت صوت⁣(⁣٤) حمار» ومن شرط الجملة أن تكون (مشتملة على اسم) احتراز من نحو: «مررت به فإذا هو يصوت صوت حمار» فلم يحذف الفعل كما ترى وقوله: (بمعناه) أي من شرط ذلك الاسم الذي اشتملت عليه الجملة أن يكون بمعنى المصدر يحترز من نحو: «مررت بزيد فإذا له ضرب صوت حمار» فإن الضرب ليس بمعنى الصوت وقوله: (وصاحبه) يحترز من نحو: «في الدار صوت صوت حمار» فلم يذكر صاحب الصوت وهو المصوت.


(١) الأولى إما قرباً وإما بعداً؛ لأن قريباً وبعيداً صفة مشبهة لا مصدر.

(٢) فأما إذا لم يكن المصدر للتشبيه وجاء موصوفاً نحو: «فإذا له صوت صوت حسن» فقال سيبويه: يجب رفعه على أنه بدل من الأول أو وصف له، وإنما حكم فيه بالبدل لا التأكيد اللفظي كما في «جاءني زيد زيد»؛ لأن الثاني مع وصفه صار كاسم واحد مفيد ما لم يفده الأول، ولو لم يكن الصفة لكان تأكيداً لا غير، ومن جعله وصفاً مع أن الوصف ليس فيه فلكونه مع وصفه كاسم واحد، وإنما اختار سيبويه في المصدر الموصوف الإتباع دون النصب على المصدرية؛ لكونه لفظ الأول ومعناه فالأولى أن يجعل الثاني مع تابعه تابعاً للأول.

(٣) العلاج: ما يصدر عن الأفعال الظاهرة كالصوت والضرب ويلزمه الحدث وغير العلاج: ما ليس كذلك كالعلم والهدى ويلزمه الاستمرار. وفي حاشية (ب) ما لفظه: أي: حال كونه دالاً على فعل من أفعال الجوارح واحترز به من نحو: «لزيد زهد زهد الصلحاء»؛ لأن الزهد ليس من أفعال الجوارح (جامي).

(٤) كان من حقه أن يقول: غير صالح لنصبه، وإلا ورد عليه: «مررت بزيد فإذا هو مصوت صوت حمار» فإن مصوت ناصب صوت حمار. (ثاقب).