[المنصوبات]
  الإضافة بأن يكون الثاني معمولاً للأول نحو: (يا طالعاً جبلاً) فجبلاً معمول لطالع اسم الفاعل، أو يكون الثاني متعلقاً بالأول نحو: «يا رفيقاً بالعباد» أو معطوفاً عليه نحو: «يا ثلاثة وثلاثين» اسم رجل، إلا إذا قصد نداء عدد ثلاثة وحدهم و «ثلاثين» وحدهم فإن الاسمين يبنيان(١)؛ لِأَنَّ كل واحد منهما منادى مفرد على انفراده، ومن جملة ما ينصب لشبهه بالمضاف الاسم الموصوف بجملة كقول الشاعر:
  ٦٦ - أيا شاعراً لا شاعر اليوم مثله ... جريرٌ(٢) ولكن في كليب تواضع(٣)
= من ثلاثة أوجه: الأول: أنَّ الأول عامل في الثاني كالمضاف في المضاف إليه، والثاني: أن الثاني من تمام الأول كما أن المضاف إليه من تمام المضاف، والثالث: أن الأول مختص بالثاني كتخصيص المضاف بالمضاف إليه.
(١) على الضم.
(٢) برفع جرير على أنه بدل من شاعر وتنوينه للضرورة، وإن نصب فعلى أنه عطف بيان لشاعر.
(٣) هذا البيت من الطويل وينسب للصلتان العبدي.
المعنى: كان الصلتان قد دُعِي ليحكم بين الفرزدق وجرير فَفَضَّل جريراً في الشعر والفرزدق في الشرف.
الإعراب: (أيا) شاعراً أيا حرف نداء وشاعراً منادى منصوب بالفتحة الظاهرة والسبب في نصبه أنه وُصِفَ بالجملة بعده (لا) نافية للجنس (شاعرَ) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب (اليومَ) ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بخبر «لا» (مثله) خبر لا مرفوع بالضمة الظاهرة ومثل مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة (جريرٌ) خبر مبتدأ محذوف كأنه قيل: من هو هذا الشاعر الذي مدحته بأن لا شاعر اليوم مثله، فأجاب بقوله: هو جرير. (ولكن) الواو عاطفة ولكن حرف استدراك (في) حرف جر (كليب) اسم مجرور بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (تواضع) مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة وجملة لا شاعر اليوم مثله في محل نصب صفة لشاعر.
الشاهد فيه: قوله: (أيا شاعراً) حيث نصب المنادى من قبيل الشبيه بالمضاف لأنه موصوف بجملة.