[المنصوبات]
  وقوله:
  ٦٧ - أعبداً حَلَّ في شُعْبَى غريباً ... أَلُؤماً لا أبا لك واغتراباً(١)
  وكذلك الموصوف بظرف كقوله:
  ٦٨ - أداراً بِحُزْوَى هِجْتِ للعَينِ عَبْرَةً ... فماء الهوى يرفَضُّ أو يتَرَقْرَق(٢)
(١) هذا البيت من بحر الوافر وينسب لجرير.
اللغة: شعبي بضم ففتح وآخره ألف مقصورة: اسم موضع بعينه في جبل طي.
المعنى: يهجو جرير العباس بن يزيد الكندي بحلوله في شعبى لأنه كان حليفاً لبني فزارة، وشعبى من بلادهم، والحلف عار عند العرب، جعله عبداً لئيماً نازلاً في غير أهله فأنكر عليه أن يجمع بين اللؤم والغربة.
الإعراب: (أعبداً) الهمزة للنداء وعبداً منادى منصوب بالفتحة الظاهرة (حَلَّ) فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر تقديره هو والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب صفة لعبد (في شعبُى) جار ومجرور متعلق بحل (غريبا) حال من الضمير المستتر في حلَّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة (ألؤماً) الهمزة للاستفهام ولؤماً مفعول مطلق لفعل محذوف وجوباً والتقدير: أتلؤم لؤماً؟ وهو منصوب بالفتحة الظاهرة (لا أبا) لا نافية للجنس وأبا اسمها منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة (ولك) اللام زائدة لتأكيد الإضافة وكاف الخطاب في محل جر بالإضافة والتقدير: «لا أبا لك» على أن أبا مضاف وكاف الضمير مضاف إليه وخبر لا محذوف ويجوز اعتبار (لك) جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لاسم لا وخبرها محذوف (واغتراباً) الواو عاطفة واغتراباً منصوب على أنه مفعول مطلق عامله محذوف والتقدير وتغترب اغتراباً وجملة الفعل المحذوف معطوفة على جملة ألؤما، وجملة «لا أبا لك» اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه: قوله: (أعبداً حلَّ) حيث نصب المنادى من قبيل الشبيه بالمضاف؛ لأنه موصوف بالجملة بعده، وفيه شاهد آخر وهو قوله: (ألؤماً واغتراباً) فقد اشتملت هذه العبارة على مصدر واقع بعد همزة استفهام دالة على التوبيخ والعامل في هذا المصدر محذوف وجوباً.
(٢) هذا البيت ينسب لذي الرِّمَّة وهو من بحر الطويل، ويروى «فماء الحيا» كما في الأصل بدل «فماء الهوى».
اللغة: «حُزْوى» موضع بنجد في ديار بني تميم وقال الأزهري: جبل من جبال الدهناء وقد مررت =