مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 250 - الجزء 1

  {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ٩ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ١٠}⁣[الضحى]، (و) كذلك يختار الرفع بعد (إذا للمفاجأة) نحو: «خرجت فإذا زيد يضربه عمرو» فإنها وإِنْ وجدت قرينة النصب وهو العطف على الجملة الفعلية كما قررناه في أما فإذا المفاجأة⁣(⁣١) قرينة رفع أقوى من قرينة النصب؛ إذ يتحتم المبتدأ بها غالبا⁣(⁣٢)، ذكره نجم الدين، مع سلامة الرفع من الحذف والتقدير كما مر، فاختير الرفع حينئذ، وأما إذا كانت شرطية اختير النصب كما سيأتي.

  (و) القسم الثاني الذي (يختار) فيه (النصب بالعطف على جملة فعلية⁣(⁣٣) للتناسب) بين المعطوف والمعطوف عليه، إذ التناسب مقصود مهم نحو: «جاءني زيد وعمراً أكرمته» فإذا نصبت عمراً قدرت له فعلاً ينصبه فتكون الجملة المعطوفة فعلية؛ إذ قد صدرت بالفعل المقدر، وتعطف على جملة فعلية وهي جاءني زيد، ويجوز الرفع في «عمرو» على الابتداء، ويكون عطف⁣(⁣٤) جملة اسمية لكونها مصدرة باسم على فعلية، وفيه سلامته من الحذف والتقدير، إلا أن التناسب مرجح على هذا الغرض⁣(⁣٥).

  (و) يختار النصب (بعد حرف⁣(⁣٦) النفي) نحو: «ما زيداً ضربته ولا عمراً


(١) في (ب) للمفاجأة، وفي (د): الفجائية صح.

(٢) يحترز مما رواه الأخفش عن بعض العرب؛ إذ قد يأتي بعدها الجملة الفعلية إذا صدرت بقد نحو «خرجت فإذا قد خرج الأمير».

(٣) وكذلك العطف على شبه جملة فعلية نحو «مررت برجل ضارب عمراً وهنداً يقتلها» وكذا يختار بعد حتى ولكن، وإن كانت مع دخولها على الجملة حرف ابتداء تشبيها لها بحالها عاطفة. (شيخ لطف الله |).

(٤) في (أ): وتكون جملة، وما أثبتناه فهو من (ب، ج).

(٥) لأن الحذف وإن كان خلاف الأصل هو كثير غير مكروه. بخلاف المخالفة بين الجمل المعطوفة بعضها على بعض. (سعيدي).

(٦) لأن النفي في الحقيقة لمضمون الفعل فإيلاؤه لفظاً أو تقديراً لما ينفي مضمونه أولى، وليس لم =