مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 276 - الجزء 1

  أي: أنا فرد وأنت فرد، وقس على ذلك موفقاً، (وزيد في الدار قائماً) وقوله تعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ٤٩}⁣(⁣١) [المدثر]، في الحال عن العامل المعنوي مع الفاعل المعنوي، وهو الجار والمجرور إذ معناه استقر في الدار، وصاحب⁣(⁣٢) الحال الضمير المستكن في استقر ونحو ذلك (وهذا زيد قائماً⁣(⁣٣)) في الحال عن المفعول المعنوي إذ معناه أشير إلى زيد في حال قيامه.

  واعلم أن الحال مفتقرة⁣(⁣٤) إلى عامل و صاحب، [و] قد بينهما الشيخ بقوله: (وعاملها⁣(⁣٥) الفعل) كالمثال المذكور أولاً (أو شبهه⁣(⁣٦)) كاسم الفاعل نحو:


= جزمه السكون (روانفُ) فاعل ترجف مرفوع بالضمة وروانف مضاف و (إليتيك) إليتي من إليتيك مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، وإليتي مضاف وكاف المخاطب مضاف إليه و (تستطارا) يحتمل وجوهاً أحدها: أن يكون مجزوماً بحذف النون، والأصل تستطاران، فالضمير للروانف وعاد إليها الضمير بلفظ التثنية وإن كان جمعاً، لأنها تثنية في المعنى، والثاني: أن يكون عائداً إلى الاليتين والثالث: أن يكون الضمير عائداً إلى المخاطب، والألف بدل من نون التوكيد والأصل تسطارن فأبدل من النون ألفا كما في قوله: «ولا تعبد الشيطان واللهَ فاعبدا».

الشاهد فيه: قوله: «فردين» حيث أتى حالاً من الفاعل والمفعول، أي: أنا فرد وأنت فرد.

(١) أي: أي: شيء بدا لهم فجاوزوا التذكرة معرضين. من حاشية المفصل. فحذف الفعل وهو جاوز وانتقل الضمير إلى (عن التذكرة).

(٢) قال نجم الدين: وفيه نظر؛ لأن قائماً حال من الضمير المستتر في الظرف يعني بعد انتقاله إليه من استقر المحذوف قال: وهو فاعل لفظي؛ لأن الفاعل المتسكن كالملفوظ فهو كقولك: «زيد خرج راكباً»، فلا كلام في كون راكباً حال من الفاعل اللفظي.

(٣) وهذا لا يستقيم أن يكون حالاً من اسم الإشارة الذي هو مبتدأ، ولا من زيد الذي هو خبر؛ لأنه لا يكون إلا بعد تمام الجملة، فينبغي أن يكون حالاً من الضمير في الفعل المقدر وهو أشير إليه في حال كونه قائماً. (غاية).

(٤) في بقية النسخ: يفتقر.

(٥) في (أ، ج): «عاملها» على أنَّ الواو في قوله: واعلم من المتن.

(٦) يعني: بشبه الفعل ما يعمل عمل الفعل، وهو من تركيبه كاسم الفاعل، واسم المفعول =