مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 279 - الجزء 1

  أي: نحن في حال تصعلكنا مثلكم في حال ملككم.

  ومن مثال النداء⁣(⁣١) قولُ الشاعر:

  ١٠٣ - يا أيها الرَّبْعَ مَبْكِيَّاً بساحته ... كم قد بذلت لِمَنْ وافاك أفراحاً(⁣٢)

  (وشرطها) أي: شرط الحال (أن تكون⁣(⁣٣) نكرة) لئلا تلتبس الحال بالصفة


= التقديم في صعاليك للضرورة.

الشاهد فيه: قوله: (ونحن صعاليك أنتم ملوكا) حيث قدم الحال وهو قوله: صعاليك على العامل المضمن تشبيها وهو قوله: أنتم، والمعنى نحن في صعلكتنا مثلكم في حال ملككم، هكذا ذكره ابن هشام في المغني وابن مالك في شرح التسهيل.

(١) في (ب، ج) ومن عمل حرف النداء، وفي (د): ومثاله في حرف النداء.

(٢) القائل النابغة الذبياني، والبيت من بحر البسيط.

اللغة: «الربع» الدار والمنزل «بساحته» الساحة الناحية «بذلت» أعطيت «أفراحاً» جمع فرح، وهو: السرور بالنعمة وما يتفضل به المنعم على سائله.

الإعراب: (يا) حرف نداء (أيها) أي: منادى مبني على الضم في محل نصب والهاء للتنبيه (الربع) نعت لأي: (مبكياً) حال من الربع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره (بساحته) بساحة جار ومجرور متعلق بمبكياً، وساحة مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة (كم) مبتدأ مبني على السكون في محل رفع (قد) حرف تحقيق (بذلت) بذل فعل ماض وتاء المخاطب فاعله والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ (لمن) اللام حرف جر، ومن اسم موصول مجرور باللام مبني على السكون في محل جر والجار والمجرور متعلق بالفعل بذل (وافاك) وافى فعل ماض وفاعله ضمير مستتر جوازاً يعود على من وكاف المخاطب مفعوله، والجملة من الفعل والفاعل والمفعول لا محل لها من الإعراب صلة الموصول (أفراحا) مفعول به للفعل بذلت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

الشاهد فيه: قوله: (يا أيها الربع مبكيا) حيث أتى الحال وهو مبكيا من الربع، والعامل فيه «يا» النداء لما فيها من معنى الفعل.

(٣) قوله: أن تكون نكرة؛ لأن التعريف بالمعروف هذر؛ لأن المقصود بالحال إنما هو بيان الهيئة، وذلك يحصل بالنكرة كما يحصل بالمعرفة، وكأن النكرة أولى لخفتها لفظاً وتقديرا، أما اللفظ فلأن قولك قائم أخف من القائم، وأما التقدير فلأن أصل الأسماء التنكير، وما كان أصلاً كان أَخَفَّ. من (شرح ابن هطيل).